سليمان الجعيلان
ما بين مباراة الهلال أمام الدحيل القطري في 13 مارس الماضي والتي حظي فريق الهلال بعدها بإشادات واسعة من كل الفنيين والرياضيين العرب والآسيويين، عندما وصفوا مستوى وعطاء فريق الهلال بأنه نموذج للأداء الكروي الحديث وعينة من المستوى الفني المتطور، وبين مباراة الهلال أمام التعاون الأسبوع الماضي في نصف نهائي خادم الحرمين الشريفين والتي خسرها فريق الهلال بخماسية مخجلة ما هو إلا كشف حساب مختصر لسوء عمل وفشل قرار إدارة نادي الهلال بعدما ظهر رئيس مجلس إداراتها الأمير محمد بن فيصل لتبرير إقالة مدرب الفريق السابق البرتغالي خسيوس، ذكر بان خسيوس يعتمد على 15 لاعبًا وأنه لا يجيد ثقافة التدوير!!.. لكن ماذا حصل وحدث بعد إقالة البرتغالي خسيوس والتعاقد مع الكرواتي زوران ماميتش؟! لا شيء سوى استمرار نزيف الهلال نقطياً ومعنوياً وسط عجز إداري على معالجة وتصحيح الأخطاء الإدارية والتخبطات الفنية بقيادة الكرواتي زوران الذي فشل في التدوير، وتفوق في التدمير الفني والمعنوي لفريق الهلال وللاعبي الهلال ولجمهور الهلال بمباركة وتأييد من إدارة نادي الهلال التي ذهب رئيسها إلى افتعال قضايا شخصية وصدامات إعلامية مع أطراف هلالية لصرف الأنظار عن الأخطاء الإدارية، وللهروب من تحمل المسؤولية بعد إخفاقات فريق الهلال المتتالية !!..
حقيقة ما حدث ليلة الجمعة الماضية لفريق الهلال على ملعبه وأمام جماهيره هو تشويه لتاريخ الهلال وإساءة لاسم الهلال أسهم فيها ويتحملها بالدرجة الأولى إدارة نادي الهلال التي فشلت في البداية في المحافظة على مكتسبات الفريق الفنية والمعنوية قبل حضورها وعجزت عن الدفاع عن حقوق فريقها بعد مجيئها في الوقوف والتصدي لممارسات خارجية أمعنت وتمادت في إلحاق الضرر بفريق الهلال من خلال المساهمة بضغط مباريات الهلال وإرهاق لاعبي الهلال، وهو من أسهم بزيادة حنق وغضب جماهير الهلال على إدارة ناديها التي وجدت نفسها عاجزة عن تدارك ما يمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل غياب أو تغيب المواقف الشرفية والمشرفة لأعضاء شرف نادي الهلال في مثل هذه الظروف التي تحدث لفريق الهلال وقيام أعضاء شرف نادي الهلال بدور القائد لإدارة نادي الهلال والقدوة لجمهور الهلال!!..
وبمناسبة خطورة غياب أو تغيب القائد والقدوة في الرياضة السعودية سبق وأن أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم في الرياضة في (01 مارس 2009) قراراً بإلغاء عقد مدرب الهلال السابق الروماني كوزمين أولاريو على أثر ما حصل في المباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد والتي جمعت فريقي الهلال والشباب وانتهت بفوز الهلال وتحقيق الهلال كأس سمو ولي العهد، فوجد هذا القرار امتعاض واعتراض من جمهور الهلال، فكان مؤسس نادي الهلال وشيخ الرياضيين خير قائد وأعظم قدوة للجماهير الهلالية آنذاك، وذلك عندما خاطب جماهير الهلال بهذه الرسالة التي أنقلها بالنص (أكد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال وعضو شرفه أن جماهير نادي الهلال عبر تاريخها الطويل كانت مثالاً للجماهير الواعية التي تحترم قرارات القيادة الرياضية وتتقبلها بصدر رحب, وقال: أدعو هذه الجماهير الحبيبة لأن تحافظ على زعامة الهلال جماهيريًا كما هي في الملاعب, وتاريخ الهلال الناصع كرويًا وجماهيريًا يعرفه الجميع دون الالتفات لمن يريد أن يصنع الأكاذيب أو يغالط الحقائق لأغراض في نفسه, المحايدون والمنصفون يعرفون ما يتحلى به جماهير الهلال من أخلاق عالية وفكر راقٍ لا يمكن أن تشوهه بعض التصرفات الفردية أو بعض ما يطرح في الإنترنت. ودعا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الجمهور الهلالي للوقوف مع فريقه في هذه المرحلة الحرجة, وقال: اسألوا التاريخ لتعرفوا أن الهلال يتلقى الضربات فيعود أكثر قوة وعزمًا على الانتصار والتألق بعون من الله ثم بوقوف رجاله ومحبيه خلفه, الهلال يمر الآن ببعض الظروف الصعبة في مرحلة حسم لا تحتمل التهاون والخنوع, والهلال لا يستسلم لهذه الظروف بل يزيد بها قوة وروعة, المهم أن نلتفت للقادم وننسى ما مضى, فلا حاضر ولا مستقبل لم يتوقف عند الماضي). لذلك من مصلحة الرياضة السعودية أن يعود أعضاء الشرف إلى مكانهم الاعتيادي ومكانتهم الاعتبارية حتى لا يصبح الوسط الرياضي والجمهور السعودي ضحية تحركات أجنبية وتوجهات خارجية أهدافها وأبعادها أبعد من المنافسات والمناكفات الرياضية!!.