الحوار هو شكل من أشكال المحادثة يتم التعبير به عن الأفكار والمفاهيم ووجهات النظر المختلفة تجاه موضوع معيّن، في ثقافة الحوار، يعتبر الجميع قائداً لما يقدمونه على الطاولة ولديه الإذن بتوصيل وجهة نظره للآخرين بالطريقة التي يراها مناسبة له. من أجل بناء ثقافة حوار صحية، هناك مهارات محددة يجب رعايتها وتنميتها، في حين أن البعض لديهم نزوح طبيعي إلى لحوار، فإن هذه المهارات لا تأتي بشكل طبيعي للأغلبية. فيما يلي سأقوم بسرد خمس طرق لإتقان فن الحوار. أولاً: احترم الآخرين حتى لو لم توافقهم الرأي أو تقتنع بما يقولونه، يمكن أن يكون ذلك صعباً جداً عند التفاعل بخاصة مع أولئك الذين لديهم وجهات نظر متناقضة تماماً مع وجهات نظرنا، في حين أن احترام الآخرين لا يعني أنه عليك أن تتفق معهم، فهذا يعني أنك تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم والتعرّف على وجهة نظرهم بشكل صحيح لأنها تساهم في فهمك للصورة الكاملة، ولأن هذا الجزء من الحوار يمكن أن يكون شخصياً وعاطفياً على حدٍ سواء، فإن ممارسة هذا الأمر حتمي. ثانياً: أنصت بعمق، ستندهش من مدى قدرتك على تمييز الأشخاص وأفكارهم كلما أنصت بفعالية، يمكنك التدرب على ذلك في أي مكان وزمان. ثالثاً: قم بتعطيل الافتراضات الوهمية، هذا يساعد على تطوير فهم أعمق لوجهات نظر الطرف الآخر ويمنحك فرصة لفهم المقصود بشكل صحيح. رابعاً: دع الطرف الآخر يعبر عن رأيه كما يريد، إن إعطاء الفرصة لإبداء وجهات النظر هو المفتاح لفهم حقيقة الوضع ويعزّز من ثقة الحوار السليم. خامساً: خذ الوقت الكافي في التفكير فيما تسمعه، فهذا يساعد ويعزّز بشكل كبير قدرتك على الحوار الفعّال. خلال حالات الجدال الحادة، يمكن أن يؤدي الحصول على وقت طويل للتوقف والتفكير إلى زيادة جودة الاتصال وبناء صداقة قوية، إن إتاحة الوقت للتعمق في وجهات نظرك، وكذلك آراء الآخرين، يمنحك فرصة العودة إلى الحوار بتفاهم أعمق وقيمة أكبر للمساهمة. إن تطبيق الحوار الصحي ليس بالأمر البسيط، فهو يحتاج إلى وقت وجهد مضاعف، لكنه أساسي في تأصيل ثقافة الحوار الصحيح في المجتمع. آراء الناس مختلفة في كثير من الأحيان، كاختلاف أمزجتهم وألوانهم وأطوالهم وأشكالهم، الاختلاف في وجهات النظر لا ينبغي أن يؤدي إلى الاختلاف بين القلوب، فالعاقل الحكيم يرى مُحاوره معاوناً له لا خصماً له، بل يشكُره إذا نبههُ على خطئه. أختم بمقولة تعجبني للكاتب الفرنسي فولتير الي قال: «أنا لا أوافق على ما تقوله، لكني سأدافع حتى الموت عن حقك في قول ذلك».