في لعبة الحياة التي نعيش تجربتها وبكل ظروفها وتقلباتها وبجميع أصناف الأفكار ما بين المشرق المنير؛ والدامس المظلم, وبكافة أنواع المشاعر سواء ما كان منخفضا أو عاليا؛ وما كان يتردد في الوسط بينهما, كلٌّ يبحث عن الفرص التي تقوِّي مركزه في تجربة عيشه وتمده بنوع من الفرح وتباشيره. هذه الفرص تتشكل تحت ما يسمى الحظ؛ فمن أنت أيها الحظ؟ إنه حسب المفكر فاديم زيلاند هو تجمع للخطوط الطيبة التي تجلب لك في حال أن تلامست معها السعادة وفي نفس الوقت لا تأخذ منك طاقة نفسية (فكريًا ومشاعريًا) أي أنها لا تتسبب لك بأي تعب أو إرهاق أو أي أعباء إنك معها تصبح كما الطير مرفرفا فرحا. ولن أتحدث في مقالي هذا عن تفاصيل الحظ وأنه استعداد يتلاقى بفرصة حيث الكثير كتب حول ذلك ولكن سأتحدث فيما أظنه أعمق وأدق جدا وقلّ من ينبِّه عليه أو يتنبه له. وبداية أؤكد بأن هناك أمواجا من الحظ تتحرك كل ثانية باتجاه سكان الأرض في مشارق الأرض ومغاربها كما أنني أؤكد بأن هناك الكثير منهم يكونون في حالة نوم؛ نعم نوم في الأحداث ما يجعلهم لا يفطنون لتلك الأمواج فتمر بهم ولا يلحظونها ألم أقل لكم بأنهم نيام لا يرون!. يا لهذا التناقض العجيب! ولنفترض بأنك فعلا من القلة التي استيقظت فاستضافت موجة حظ جميل ونجاح مبهج وبدأت تسري بك وأنت تسري بها وليس في ذلك أي غرابة لأن ذلك أمر طبيعي أن يحدث لك ومعك ولكن! ولكن؛ سأسوق لك هنا تحذير مهم وتنبيه دقيق وهو؛ أن تنتبه من النزول عن تلك الموجة وتدمير ذلك الحظ! وحتى تدرك ما أعنيه أريدك أن تنسى مؤقتا موضوع الحظ وتأتي معي لبعض الوقت إلى ما سبق وتحدثت عنه في مقال سابق وهو نموذجك الفكري الذي تفعل من خلاله كل شيء؛ القبول والرفض, الفرح والغضب, العطاء والمنع, هذا النموذج الفكري له حالان إما أن يكون واسعًا كبيرًا أو ضيقا تكاد تختنق به لأنه هو من سيتعاطى مع موجة نجاحك أو حظك الذي يمر بك ويقوم مباشرة بتزويدك بآليات العمل معها -موجة الحظ- فإما أن يمدك بما يعمل على استبقائها أطول فترة أو على العكس تماما يمدك بما يجعلك تدمرها بأقرب فترة, يا لخطورة هذا الموقف. إذن القاعدة المهمة التي أريد من القارئ العزيز أن يعطيها حقها هي أن الفرص الكبيرة والحظوظ العظيمة تستوجب نموذجًا فكريًا كبيرًا وواسعًا وإلا دمرها الضيق والاختناق - يمكنك العودة إلى مقالي نموذجك الفكري للتوسع-. إنكما عندما تتعانقان أنت والحظ فإنكما تواجدان في حالة انفتاح بوابات تحقيق الأهداف والوصول إلى المنشود بما لا يخطر لك على بال إنه انتقال فقدْ تلك الانتقالات. ألم يقل بركات الشريف كما في موروثنا الشعبي:
(إن جاد حظك باع لك واشترى لك
فوايدٍ من كل الابواب تاتيك)
إن الحظ عزيزي القارئ هو استمداد من نوع مختلف غير مرئي ولكن الجميع يشعر به في نفسه أثرا وتأثرا فارعى ذلك الاستمداد واجعل لك منه أوفر الحظ والنصيب وأطل فترة استبقائه بتعقب الانتباه إلى نموذجك الفكري فإنه إما أن يعمل معك فتتلاقى مع الحظ العظيم أو ينقلب ضدك فتقعد حسيرا ملوما تضرب أخماسا بأسداس.
** **
@Ask_alshammari