د.ثريا العريض
من الشرق الأوسط لدول أوروبا لنيوزيلندا لسيريلانكا تتوالى أخبار التفجيرات والقبض على الحركيين ومن يدعمهم. الوجه القبيح للإرهاب تتضح معالمه التي لا يحتكرها دين أو مذهب أو عرق.
بتبسيط شديد تشترك الساحة الكونية في مستجدات جاءت بها ثورة الاتصالات، وما وفرته من قدرة التواصل وإيصال الرأي الفردي إلى المجموع العام، واحتمالات التكتل وراء رأي فردي يتحول إلى قيادة غير رسمية يتطلع إليها وينفذ تعليماتها الجموع خارجين على القيادة الرسمية. وهناك دائماً جهات ثالثة مترصدة تدخل على الخط لتحويل الرأي العام المستثار، لخدمة مصالحها الخاصة، وليس لحماية الأمن، ولا النظام القائم، ولا إرضاء المجتمع الغافل غالباً عن أهدافها المستترة. وقد رأينا ما حدث في نشر الوثائق السرية عبر الويكيليكس، وكذلك استثارة الشباب العربي عبر الفيسبوك للمظاهرات ضد الأنظمة فيما سمي ثورات الربيع العربي، التي أوصلتنا من حلم الربيع إلى خارطة الهشيم العربي على امتداد كل الدول العربية التي تميزت بأنظمة دكتاتورية وجيش قوي.
في صحيفة محلية وردت هذه الفقرة وهي واحدة من فقرات أضعها كمثال: «كشفت التحقيقات مع أعضاء خلية العوامية الإرهابية عن تورط معارض سعودي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في تحريض أعضاء الخلية المكونة من 24 عنصراً، لتنفيذ جرائم أمنية للإخلال بأمن واستقرار المملكة وإتلاف بعض الممتلكات العامة والخاصة، وتنفيذ جرائم سطو مسلح على الأموال».
بلا شك هناك جهات خارجية مستفيدة من التهشم تسعى لتهشيم الانضباط المحلي والعربي. وهناك جهات داخلية تسعى لخدمة مصالحها الخاصة.
اليوم المتابعة والمراقبة مثل التواصل والتعبير الذاتي والمجتمعي أصبحت أسهل بوجود التقنيات الحديثة. ويبقى التوازن مطلوباً لاستدامة الأمن والاستقرار بين المسموح به والممنوع لخطورته على أمن الوطن واستقرار المجتمع.