د. محمد بن صالح الظاهري
بادئ ذي بدء إن الإرهاب لا دين له ولا يمكن ربطه بأية ديانة على وجه الأرض أو بأشخاص بعينهم، قد يكون ممارس ومدعوم من بعض الدول لكنه لا يمتد لمواطني تلك الدول حتماً، ولكن بكل تأكيد هو مؤذي للجميع دون استثناء حتى أولئك الذين يغذونه ويعملون على إشاعته بين الدول باعتبار أنهم لا يمتلكون أية مشروع إنساني لدولهم وبالتالي يقتاتون على الإرهاب وما ينتج عنه من فوضى ودمار.
الإرهاب آفة مزمنة ظلت تضرب في أماكن مختلفة من العالم، عبر منظمات جندت نفسها لهذا الأمر الخطير، وأخذت تغير في أسمائها ويتبناها أشرار يعتنقون ديانات مختلفة، إذ لم تتوقف على دين بعينه بل في كل زمن ودين متطرفون لا يعرفون شيئاً إلا القتل والدمار، وهذا ما يخالف ديننا الإسلامي الحنيف على وجه الخصوص، فقد دلت آيات الله -عز وجل- في محكم التنزيل أن حياة الإنسان غاية في الأهمية وأن من يسهم فيها كأنما أحيا الناس أجمعين وفي المقابل من يعمل على إزهاق الأرواح إرهاباً وتطرفاً ودون وجه حق فكأنما أهلك البشر أجمعين، وانسحاباً على ذلك نصت أيضاً أحاديث خير الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم»، الذي ظل يدعو أمته إلى التسامح وحسن الخلق وجمال التدبير، وكانت له قصص كلها تدعو إلى تجنب إهلاك البشرية وتبني مثل هكذا أفكار وأفعال تؤذي البشر والحجر.
لقد ظلت مملكتنا الحبيبة تواجه وتحارب هذا المرض الخبيث بكل ضراوة وقوة، وما توقفت يوماً عن مناداة العالم بالعمل سوياً للتصدي للإرهاب ومواجهة كل من يدعمه ويقف في صفه، إلا أن تلك الدعوات لم تؤخذ بجدية في بعض الأحيان من دول المصالح الآنية رغم التحذيرات المتكررة من جانب المملكة العربية السعودية على كافة المستويات وسعيها الحثيث لدعم أية مشروع وعمل يقود إلى الوقوف في وجه الإرهاب اللعين، ولعل آخر تلك الجهود التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يعلم الجميع كيف عمل عليه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووقف على كل جزئية فيه لغرض أن يقف على قدميه وينطلق لمواجهة هذا الخطر بدعم واهتمام وحرص من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله».
لن تتوقف المملكة عن التصدي للإرهاب وجاء ذلك مراراً على لسان الأمير محمد بن سلمان وهو جاداً كعادته، وهناك جهود كبيرة يقودها سموه في هذا المسار وتلقى تفاعلاً كبيراً من المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره والوقوف بوجه الدول التي تشيعه وتدعمه وعلى رأسها «إيران» ومن يتشرفون بالحلف معها ويدعمونها.
السعودية تعمل بكل قدراتها ومنذ سنين طويلة في محاربة الإرهاب وتلقت إشادات دولية واسعة في شأن ذلك، وأبدت دول عده رغبتها في الاستفادة من خبراتها ونجاح رجال أمنها في مطاردة الإرهابيين وصدهم، ويجري ذلك بقدرات عالية ومهنية سواء على المستوى العملياتي أو الدقة في التعقب والترصد.
حفظ الله دولتنا المباركة وقيادتنا الرشيدة ورجال أمننا الأوفياء المخلصين، وشعب المملكة العزيز، وجمع الله كلمتنا ووحد صفنا للوقوف في وجه كل من يريد الأذى ببلادنا.