حمّاد السالمي
* مرّ على قطر قرابة ربع قرن وهي تسير بقيادة (الحمدين..حمد بن خليفة وحمد بن جاسم)، فماذا كسبت كدولة خليجية وعربية وإسلامية..؟ هذا إذا كانت خسائرها شاهرة ظاهرة لا تحتاج إلى دليل.
* رأيت فيما يرى (المتنائم) غير (النائم)؛ أن ثلّة لا شلّة من عقلاء وحكماء الشعب القطري الخليجي العربي الإسلامي؛ تنادوا وتداعوا لعقد لقاء واجتماع في مجلس في مكان ما على وجه البسيطة هذه؛ لكي يتدارسوا ويبحثوا عن إجابات مقنعة لسؤال يدور بين أبناء الشعب القطري فحواه: ماذا كسبت قطر طيلة ربع قرن خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا وحتى دوليًا، بعد أن اختارت السير في الاتجاه المعاكس، وأصبح لها في كل تأليب وتخريب خليجيًا وعربيًا حصة، إن لم تكن هي صاحبة كل حصة..؟
* قال عاقل حكيم منهم: قطر دولة خليجية وعربية وإسلامية، ولكنها في زمن الحمدين الأغبر؛ انسلخت من جلدها، وتخلّت عن الانتماء إلى محيطها وعروبتها، فلم تعد لا خليجية ولا عربية. انظروا كيف أصبحنا في قطر أعداء لجيراننا وإخواننا العرب في الخليج العربي وفي أقطار عربية كثيرة، وتحولنا إلى أصدقاء حميمين للفرس والترك، وأضحت بلادنا مأوىً ومأرزًا لكل من هبَّ ودبَّ من الخوارج والإرهابيين، وحضنًا دافئًا لزعماء الإخوان المفسدين، الذين لفظتهم أوطانهم، ورمتهم مجتمعاتهم.
* وقال عاقل آخر: وهل تظن يا عزيزي أن قطر حاكمة بأمرها..؟ بلادنا محتلة منذ انقلاب حمد الابن على أبيه الحاكم الشيخ خليفة في 27 يونيو 1995م. لم يكتف الابن المنقلب: (حمد بن خليفة) بفتح بلادنا للقوات الأمريكية وإنشاء قاعدة العديد فيها؛ بل وعزَّز من سلطة وقوة رأس الأفعى يوسف القرضاوي، وجاء بالصهيوني عزمي بشارة، وسلّم أمرنا وأمر بلادنا لقادة الإخوان المفسدين، وللمتصهينين العرب، يستنزفون خيراتها، ويسيروها كيف ما شاءوا. بلادنا لا تُدار بأبنائها القطريين، والمال القطري يذهب إلى جيوب المرتزقة، وإلى حسابات المليشيات القتالية، وإلى التنظيمات والجماعات الإرهابية في (القاعدة، وداعش، والنصرة، وبوكو حرام، وحزب الله، والحوثة)، تلك الجماعات التي تقتل وتدمر في عدة بلدان عربية.
* وقال حكيم آخر منهم: ماذا كسبنا من قاعدة العديد..؟ وماذا كسبنا من قناة الجزيرة..؟ ماذا كسبنا من العمل على زعزعة أمن واستقرار جيراننا في المملكة العربية السعودية، وفي الإمارات والبحرين واليمن وغيرها..؟ وماذا كسبنا من إثارة النعرات ونشر الفوضى ودعم الثورات التي دمّرت وخرَّبت في مصر وتونس والمغرب والجزائر وليبيا والسودان والصومال وسورية والعراق وغيرها..؟ خرجنا من مصر بعار ما بعده عار، وطُردنا من تونس، وها نحن نُطرد من السودان وليبيا، وسوف نُطرد من الشام والعراق.. ماذا بعد..؟!
* ثم قال عاقل آخر منهم: نعم.. ماذا استفدنا من قاعدة العديد الأميركية..؟ وما الذي نستفيده من وجود قوات عسكرية تركية وإيرانية على أراضينا، تتحكَّم فينا، وتفتش جيوبنا عند كل مركز..؟
* وقال حكيم أيضًا: الأمر في غاية الغرابة.. هل يأتي يوم نصبح فيه نحن أبناء قطر الأصليين غرباء في أرضنا التي هي مهد آبائنا وأجدادنا..؟! لا تنسوا التجنيس الذي مكَّن غير القطريين من مراكز القرار حتى في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. فهذا أحد أبناء القرضاوي يوجّه أمن قطر، فلا يكفينا حكم والده لنا..! وهذا عزمي بشارة؛ يرسم لقطر خطط انسلاخها من خليجيتها وعروبتها، بل ويعمِّق هذا الجرح كل يوم. وها هم مئات، بل آلاف من إفريقيا وآسيا، يزحفون على مراكز القوى في بلادنا ليرموا بنا في البحر..!
* قال عاقل آخر منهم: حالتنا في قطر أيها الإخوة فريدة لا تشبهها أي حالة. نقف مع إيران الخمينية وهي التي - كما تقول- تحتل أربع عواصم عربية: (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء)..! وننتظر أن تصبح الدوحة خامس هذه العواصم الفارسية بعد أن جلبنا إليها قوات إيرانية..! وندعم الحوثيين الانقلابيين في اليمن، متجاهلين خطرهم على وحدة اليمن وأمن المملكة العربية السعودية وعمان وأمن قطر من بعد ذلك. وندعم حزب الله الإيراني الإرهابي في لبنان، وندعم جماعة حماس الإخوانية الإرهابية في غزة لشق عصا الدولة الفلسطينية، ونحن نعرف أن العالم كله ضد الإرهاب، وضد كل من يقف مع الإرهاب، وينظم حملة مقاطعة ضد إيران.. إلى أين نحن سائرون..؟!
* بعد ذلك؛ جاء رجل من أقصى المجلس يسعى، حتى تقدم الصفوف، فرفع صوته قائلًا: اسمحوا لي، أنا لست بشاعر، لكنني أستميحكم العذر في إيراد أبيات شعرية قالها الشاعر القروي قبل عقود مضت، وهي تصور حالة ضياعنا وتيهنا في دولة قطر، في ظل حكم (حمدينا)، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه. قال:
وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ
ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ
يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها
أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ
يا موطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ
عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ
ماذا التمهّلُ في المسير كأننا
نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ
هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا
وجَلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ
هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا
ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ
واهاً لأصفادِ الحديدِ فإِننا
من آفةِ التفريقِ في أصفادِ