الجزيرة - الرياضة:
الهزيمة في كرة القدم واردة في كل الأحوال، ولا يوجد فريق لا يُهزم، وكل فريق معرض للظروف والمشاكل الفنية، ومعظم المتابعين كان يتوقع أن يتأهل التعاون إلى نهائي كأس خادم الحرمين، وأن يذهب إلى أبعد من ذلك في النهائي الذي يصله بعد ( 30 ) عاماً للمرة الثانية في تاريخه.
لكن الغريب والمعيب والعجيب أن يتنازل فريق بحجم الهلال عن كبريائه وعن تاريخه وعن هيبته وأن يسقط في ملعبه بخماسية ستبقى عالقة في تاريخه طويلاً، خماسية خدشت وجه الهلال الجميل، وأعادته للوراء حتى وإن كان يلعب بغياب عدد كبير من نجومه!!
وجه الجميل توارى بسبب أخطاء إدارية متواصلة، ووجه الهلال الجميل توارى بسبب قناعات فنية بالية، غاب وجه الهلال وغابت معه أشياء لن يمحوها الهلال من ذاكرته ..
من يصدق أن الفريق الذي تصدر الدوري السعودي طويلاً، والفريق الذي قدم أجمل كرة القدم في بداية الموسم، والفريق الذي يضم نخبة نجوم الكرة السعودية، يخسر أمس بنتيجة ثقيلة ويقدم مباراة لا علاقة لها بكرة القدم التي عرفها الهلاليون عن فريقهم ؟
ما حدث للهلال لن يعوضه انتصار عابر أو بطولة تعود عليها جمهوره طويلاً .. من المقبول أن تخسر كل شيء إلا قيمتك وهيبتك وتاريخك، ومن المعقول أن تخسر لقباً وثانياً وثالثاً لكن دون أن يكون ذلك على حساب سمعتك.
ما يحدث للهلال يعود في المقام الأول لإدارة النادي ثم لمدربه ..
فالإدارة هي من ألغت عقد خوسيس والفريق يتصدر الدوري ويقدم كرة قدم ممتازة، والإدارة هي من تعاقد مع زوران واختارته دون مدربي كرة القدم في العالم، رغم أن من الواضح أن ليس لديه ما يقدمه، وأنه ليس مدرب المرحلة، ثم أصرت على استمراره وهي تشاهد تخبطاته وتدويره مع الفريق، فبدأ نزيف النقاط الغريب، وخسر الصدارة وهو على وشك أن يخسر لقب الدوري الذي يحمله لموسمين متتاليين، وخسر اللقب العربي بسهولة أمام النجم الساحلي، ثم خرج من بطولة كأس الملك لم يكن يتوقعها أكثر الهلاليين تشاؤماً.
الآن لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب، ولن ينفع الفريق الأزرق أي قرار، ولن يكون هناك أي تأثير على أي قرار يمكن أن تتخذه الإدارة مع الفريق، واليوم سيان رحل زوران أو بقي ، فقد ذهبت هيبة الهلال وخدش تاريخه .. وليس بعد ذلك خسارة !!
هنا لابد أن نشير الى بعض الأسماء التي تمثل الفريق : فلاعب مثل محمد الشلهوب لم يعد لديه ما يقدمه فلماذا الإصرار على مشاركته، ولاعب مثل علي الحبسي قال مرة ومرتين وثلاث أنه انتهى تماما ومع ذلك يحضر دائماً، فماذا يمنح الفص على حساب لاعب أفضل، ولاعب مثل أحمد أشرف كيف يلعب في فريق مثل الهلال، وما يقال عنه يقال عن المدافع كادش، وفي الحديث عن اللاعبين لابد أن نتساءل : أين لاعبو الخبرة وأين ذهبت مكتسبات سنواتهم الطوال في الملاعب ؟؟ ولماذا وقفوا متفرجين داخل الملعب وهم يشاهدون مدربهم عاجزاً عن فعل شيء.