قررت وزارة التعليم مراجعة مواد الإعداد العام التي تدرس للطلاب والطالبات في كليات الجامعات المختلفة، وطلبت من الجامعات أن تقوم بهذه المهمة، وأتاحت لها أن تبدي رأيها في كل الخيارات التي تشمل بقاء هذه المواد كما هي، أو إلغاءها، أو إعادة صياغتها. ولعلي أقصر حديثي هنا على مواد الإعداد العام التي تقدم من أقسام اللغة العربية بحكم التخصص.
أعتقد أن هذه المواد مهمة ولا بد من الاعتناء بها، فجميع الطلاب والطالبات ينبغي عليهم أن يتقنوا اللغة العربية مهما بعدت تخصصاتهم عنها، فهي لغة الدولة الرسمية. الطلاب والطالبات بعد التخرج سيعملون في وسط عربي يتعامل بهذه اللغة، ويتواصل مسؤوله بها. كما أنه من واجب الطالب والطالبة أن يسهم في الحركة الثقافية في وطنه، ويخدم مجتمعه، ولا يكون هذا إلا باللغة العربية. فلا جدال في حاجة الطلاب للغة العربية مهما اختلفت تخصصاتهم، وإتقانهم لها ميزة ينبغي أن تزيد حظوظهم في سوق العمل، فاللغات التي يتقنها الطالب وتعددها شيء إيجابي يزيد من فرصه في سوق العمل السعودية التي تستخدم اللغة العربية لغة رسمية لها.
يمكن إلغاء هذه المواد والاستغناء عنها إذا كان الطالب عند دخوله الجامعة متقنًا للغة العربية، ولا يحتاج أن يدرسها، وفي هذه الحالة يصبح تدريسها ترفًا لا معنى له، ولكن الواقع لا يقول هذا، فالطالب عند دخوله وبعد خروجه من الجامعة في حاجة إلى دراستها، وغير قادر على استخدامها على نحو مرض إلا من رحم الله، وقليل ما هم.
خروج الطالب من الجامعة مع بقاء حاجته إلى دراسة اللغة يسلط الضوء على فاعلية مواد اللغة العربية التي تقدم له، ولا شك أن فيها قصورًا. بعض هذه المواد وضع من مدة طويلة، وأعيد توصيفه على النسق السابق نفسه دون مراعاة لما حدث حديثًا في مناهج التعليم العام. فمثلاً، 101 عرب تفترض في الطالب أنه درس كل أبواب النحو الموجودة فيها في مراحل التعليم العام، وهدفها الرئيس هو مراجعة هذه الأبواب، ولكن الواقع مختلف عن هذا الافتراض، فالطلاب لم يدرسوا كل هذه الأبواب، وقدمت لهم بطريقة مختلفة في مراحل التعليم العام، وهذا حد من فاعلية هذا المقرر، وزاد في صعوبته على الطلاب غير المتخصصين في اللغة العربية. هذا الوضع يدفعنا إلى التفكير في إعادة صياغة هذه المواد حتى تصبح أكثر فاعلية ومناسبة للطلاب في كليات الجامعة المختلفة مهما اختلفت تخصصاتهم. هناك الكثير من المقترحات للتطوير، ولكن المهم هو ألا يبقى الحال على ما هو عليه. كثير من التوصيفات الجديدة أعادت كتابة التوصيفات القديمة دون ابتكار أو تجديد، والنتيجة هي أننا نشكو من ضعف الطالب عند دخول الجامعة، ونعلق عليه جميع مشاكلنا. لا بد من مراقبة المخرجات كما نراقب المدخلات، ولا بد من محاولة التطوير والتجديد حتى تصبح مخرجاتنا أكثر مهارة، وأكثر حظا في سوق العمل، وهذا هو روح رؤية 2030.
** **
- عضو هيئة تدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز