بالتأكيد أنهم مرابطون على حدود أرض الوطن، وبالتأكيد أنهم منشغلون في ميادين القتال بمواجهة خطط العدو، لكننا نحس بأنهم بيننا ومعنا، نذكرهم في كل ساعة وفي كل يوم.
فهناك في الجبهة، جنود الوطن يدافعون عن حدود الوطن، ويحمون مقدساته الإسلامية، يضحون بأوقاتهم وأعمارهم وحياتهم وأرواحهم من أجل الانتصار على الميلشيات الحوثية والمتربصين بأمن هذا الوطن الطاهر، يلتزمون بأوامر قائدهم الأعلى، ويقومون بالتنفيذ لتعليمات قيادتهم دون حيرة أو تردد.
نحن نعرف جنودنا جيدًا، ونحن نتيقن جنودنا كما لم يتيقن بهم أحد، يواجهون عدو الوطن برباطة الجأش، وبالشجاعة والإقدام الذي لا يضاهيه إقدام، يزلزلون العدو زلزلة، ويهزون أرض المعركة بأسلحة الدفاع عن الوطن، هذا العدو الذي يستخدم كل الطرق غير الأخلاقية في حربه باليمن، فلا يتردد في إزهاق أرواح الأبرياء، والإصرار بتجويع الأطفال والمدنيين وحصارهم، وتدمير الممتلكات العامة، ليحقق غايته ويبقى على كرسيه غير المشروع.
وما يميز الجندي السعودي في أرض المعركة، همته العالية، وعزمه الزائد على ردع المعتدي الذي يحاول النيل من تراب هذا الوطن الطاهر، فعلى الرغم من ظروف هذه الحرب القاسية ومواجهة عدو غادر، ورغم المصاعب اليومية، إلا أنه بهدفه القوي، وشجاعته المطلقة من أجل تحقيق الهدف الذي من أجله على حدود الوطن، يصر على استنفار جهده وطاقته وحماسه للدفاع عن الوطن ومقدساته، وإحراز الانتصارات، والحفاظ على ما تم تحقيقه من مكاسب.
زيارة نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ التفقدية للقوات العسكرية المرابطة على الحد الجنوبي بمنطقة جازان تؤكد إيمانه العميق بأولئك الأبطال واعتزازه بشجاعتهم، كما أن قيادة هذا الوطن وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظهم الله ـ لا تنسى الإشادة بهم في أي مناسبة دينية أو وطنية، كما أنها تذكرنا دائمًا بشهداء الوطن الأبرار الذي قدموا أرواحهم فداء للدين ثم المليك والوطن، ومن أجل أن يدحروا الأعداء ببسالة وشجاعة لا مثيل لها، فالشهداء يضيئون بأرواحهم الغالية طريق الخير لهذا الوطن، وبأرواحهم الطاهرة ينشرون الأمن والأمان والاستقرار في أنحائه.
كلمات الامتنان والوفاء والعرفان لا تكفي أولئك الرجال الذين يدافعون عن بلاد الحرمين الشريفين ومقدساتها الطاهرة في الحد الجنوبي، ليوقفوا عدوهم عند حده، ولا يسمحوا له بأن يقترب من حدود وطننا، لذا فإن فرحة نائب وزير الدفاع بتقلد مهمته الجديدة لا تكتمل إلا بالسلام على جنودنا المرابطين على الجبهة للدفاع عن حدودنا الجنوبية والشد على أيديهم، فهم أصحاب الأيدي القوية، وهم أصحاب القلوب المخلصة والشجاعة.
ولكل رجال القوات المسلحة المرابطين على الجبهة للدفاع عن حدودنا الجنوبية، من الضباط والأفراد، الشكر والعرفان والتقدير، سواء كانوا في ميدان المعركة أو في معسكراتهم على أرض الوطن، فقد أثبتوا أنهم حماة هذا الوطن ودرعه الحصين، ومن يُعتمد عليهم وقت النزال والمحن.