لم يكن جديداً علينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.. ولم يكن أبداً ممن يحتاج إلى تعريف أو توثيق.. في أعماله ملء السمع والأبصار.. وكلماته توزن في محيط السياسة والعائلة والناس بميزان الذهب... أما أقواله فهي دائماً ترجمة صحيحة لأفعاله وخصاله العظيمة..
عرفناه أميراً لمدينة أخرجها من عمق الصحراء لينافس بها أشهر العواصم في العالم.. فحولها من الجدب والجفاف إلى الرياض.. وعرفناه وزيراً للدفاع ووليًّا للعهد لم تغب عنه السياسة ومعطياتها قط.. بل هو دائماً شريك في صنع القرار.. وفوق كل ذلك.. عرفناه أميناً لسر العائلة.. والرجل الموثوق فيه ومنه بين إخوانه الملوك الراحلين -رحمهم الله أجمعين-.. إذ كانت تسند إليه المهام الخاصة والكبيرة فيقوم بها على أكمل وجه.. وكان هو دائماً العراب الذي يقدم النصح والمشورة.. والوصي الذي يراه الكثيرون جديراً بهذه المنزلة بين أشقائه وإخوته و أبنائهم.. فهو بمثابة المربي والعالم الذي يقدم كل ما لديه من صنوف المعرفة والأدب والعلم الغزير.
كان الملك سلمان حاضراً في كل شاردة أو واردة.. موجوداً في المطبخ السياسي وبين السياسيين.. لا يغيب عنهم أبداً.. وهو يرى أن السياسة والثقافة وجهان لعملة واحدة.. وأن التاريخ هو عنوان التراث في هذه الأمة.. وأن العقيدة هي فلسفتها ومصباحها المنير الذي يضيء لنا جنبات الظلمة.. ومن ثم فهو يؤمن بالوعي بصفته مفتاح الحقيقة الغائبة.. وهو قومي عروبي مسلم يؤمن بقضايا الوطن وتشغله مشاكله في العالمين العربي والإسلامي.
من أجل ذلك يأتي الملك سلمان بن عبدالعزيز ويظهر في هذه المرحلة بعناية من الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.. في وقت تحتاج إليه هذه الأمة التي يتربص بها الكثير من الصراعات والمهاترات والكثير من المؤامرات.. لكي تستنير به وبخبرته السياسية الطويلة وحنكته وحكمته في إدارة دفة البلاد ليقودها بسفينته إلى بر الأمان.
من أجل ذلك جاء سلمان في سلسلة الملوك الذين تعلموا على يدي والدهم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أن الدولة أمانة، وأن الأمة أمانة، وأن الناس على دين ملوكهم أمانة، العادل التقي الذي يرعى الله في دينه وحكمه.. وقد منّ الله علينا به حماية لبلادنا الغالية واستكمالاً لمسيرة التطور التي بدأها وشارك في صنعها وانعكاساً حقيقياً لمعنى الاستقرار والانتقال السلس للسلطة.. اللهم وفقه وسدد خطاه.. اللهم امنحه القدرة وأعنه على ما ولاه.. هو ومن معه من رجاله الأشداء وعلى رأسهم ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. اللهم آمين..
وها هو اليوم فارسها التاريخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يعيد صياغة العاصمة بما يتواكب مع الزمن المتسارع، وتطلعات الوطن والمواطن.
حنا مشاريع الوطن يا سيدي وأبشر بنا
حنا مشاريعك على الطاعة ورهن إشارتك
فيك الوطن سابق إلى العليا ومرفوع البنا
من حزمك وعزمك ومن تخطيطك وإدارتك
أهديتنا ولي عهد وصار عهده دربنا
محمد محمد خذا من حزمك وجدارتك