«الجزيرة» - واس:
استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر منذ تأسيس المملكة التي أولت الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءًا من منحها حق التعليم وصولاً إلى تقليدها المناصب العليا، فأصبحت المرأة محط أنظار العالم للحديث عنها في منح الثقة الملكية الكاملة وأنها على قدر المسؤولية تسهم في تفعيل دورها بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن وأجهزته على الرغم من التحديات والمعوقات.
ويوصف عام 2017 م بأنه «عام تمكين المرأة السعودية» إلا أن عام 2018 م قد زاد عليه بتمكينها في أمور مستجدة منها قيادة المركبة، وتبعها إقرار قانون التحرش الذي يؤكد حرص ومتابعة القيادة على المحافظة عليها كقيمة معيارية إِنسانية، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ثم زاد عام 2019 عليهما بأن تبوأت المرأة السعودية لأول مرة منصب «سفير» في صورة مشرقة لقدرات وكفاءة السعوديات في كل مجال.
ويتواصل سعي المملكة لتحقيق المزيد في طموح لا يتوقف ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بنسبة 30 في المائة، إضافة إلى تبوئها مناصب سياسية، فضلاً عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وترشيح نفسها لعضوية رئاسة البلدية، وهنا نجد أن تمكين المرأة السعودية ودعم قدراتها بالتأهيل وإتاحة الفرص جعلها شريكًا حقيقيًا فاعلاً في بناء الوطن والتنمية. وقالت عضو مجلس الشورى الأستاذة نورة الشعبان نحن نساء المملكة ما زلنا في انتظار وترقب المزيد من الفرص والمناصب القيادية في القطاعين الحكومي والخاص للمساهمة في تجسيد دور المرأة في مسيرة التنمية نحو مجتمع متكامل وهذه الفرص آتية لا محالة ولكن في الوقت المناسب، مبينة أن رحلة تمكين المرأة لم تنته بعد، وأن 15 في المائة من الوظائف التقليدية ستزول وأن 65 في المائة من طالبات المرحلة الابتدائية سيمارسن بعد تخرجهن من الجامعات وظائف جديدة في مشاريع تتنامى كالقديّة ونيوم، وغيرهما، جنبًا إلى جنب مع الرجل في التنمية ورفعة الوطن لتكمل بعدها الأجيال مسيرة العطاء.