فهد بن جليد
ما بين منع وتحذير وزارة التعليم من المُلَخَّصات الدراسية، وفتاوى عدم جواز الحذف المُخِلُّ من بعض العلماء واعتباره (غِشَّاً) وفي مقدمتهم سماحة المُفتي، إلاَّ أنَّ المُلَخَّصات آخذة في الانتشار أكثر مع نهاية كل فصل دراسي، والقرطاسيات في كل الأحياء تشهد على ذلك، وهنا أقترح على وزارة التعليم منح المُعلمين الحُرِّية الكاملة في تقديم المادة العلمية بأسلوبهم الخاص والمُبتكر للطلاب، بحيث تختلف طريقة كل معلم، بالاتفاق على منهج علمي مُحدَّد يصلهم من الوزارة، وتُترك للمعلم والمُعلمة مساحة إبداعية لتقديم منهجه الخاص، بطريقته الخاصة، ليُقيَّم على أساسها في نهاية العام الدراسي لناحية المُخرجات العلمية، والمُحصِّلة التي خرج بها الطلاب والطالبات.
قد يكون الخلل بالفعل في طول المنهج و تكرار مُفرداته وأبوابه غير الضرورية، أو بالطريقة التي يجب أن يتبعها جمع المُعلمين والمُعلمات لإنهاء المادة العلمية بأسلوب موَّحد قد يتسبب في التشتُّت الذهني وعدم رسوخ المعلومات في ذهن الطلاب والطالبات، وأنَّ الاستعاضة عن ذلك بمادة علمية مُرَكَّزة يتم اختيارها بعناية يساعد في رسوخها في الذِّهن سنوات طويلة، والاستفادة منها في الحياة العملية، لذا الاستماع لرأي المُعلمين والمعلمات، ومُشاركتهم في وِرَش علمية لصِّياغة وتبسِّيط المناهج الدراسية ضرورة مُلِّحة -كما أراها- ومطلب لرُقي مناهجنا وتطورِّها، والأهم أن تؤخذ هذه الآراء بعين الاعتبار بالفعل، ونُشاهد أثرها في المنهج القادم، مع الإشارة إلى أنَّ التعديل جاء باقتراح من المُعلمين والمُعلمات لتحفيزهم على التفاعل والتطوير المُستمر، كما أنَّ منحهم فرصة (لاختيار منهجهم الخاص وإعداده بأنفسهم) سيكشف لنا نقاط قوة كبيرة جداً لدى المعلمين والمُعلمات الذين يستحقون بالفعل هذا المُسمَّى وحمل هذه الرسالة، وسيكشف نقاط الضعف والخلل عند المُقصِّرين لاستبدالهم.
أخيراً أقترح أيضاً على وزارة التعليم الاستفادة المُزدَّوجة من اختبارات التحصيلي والقدرات، بحيث يُحاسب المُعلم والمدرسة التي نجح من عندها هذا الطالب وحصل على شهادة علمية بدرجات مُرتفعة وكانت نتائج القدرات والتحصيل مُغايرة -فبرأيي- كل طالب يُخفق في القدرات والتحصيلي، مُعلمه ومدرسته شركاء في هذا الإخفاق، ويجب أن يُحاسبوا ليُصحِّحوا موقفهم قبل أن يُخرجوا لنا المزيد من المُخفِقين.
وعلى دروب الخير نلتقي.