الثقافية - محمد المرزوقي:
صدر حديثًا لفضيلة الدكتور الكاتب في صحيفة «الجزيرة» صالح بن سعد اللحيدان إصدار بعنوان «حيثيات بقاء الدولة»، عن العبيكان 2019، حلق فيه المؤلف عبر صفحاته في أجواء قضايا عدة، وموضوعات شتى في الفلك الفكري والسياسي والثقافي والعلمي، راصدًا انعكاسات كل ذلك على الشأن الدولي المعاصر، وما يموج به من أحداث ووقائع؛ فأجاد وأفاد، وقدَّم رؤية عصرية جديرة بالعناية والاهتمام، ويحسب لها ألف حساب في التخطيط المستقبلي للدول والأمم في قابل الأيام. وقد جاءت هذه الرؤى التي طرحها المؤلف في كل ما عرض له من موضوعات وقضايا تناولها من خلاصة تجربة حياتية وإنسانية، امتدت وتعمقت وتنوعت؛ فأتت بالخلاصة التي تغني عن معاودة الطرح ومراجعة البحث.. فها هي إليك عزيزي القارئ جملة تجارب، وزبدة خبرات، ضمنت في سطور، ورُصدت في سِفر قيم وفريد، يستحق القراءة، ونراه أولَى بالإشادة. هذا ما سيطالعه القارئ على غلاف الكتاب الأخير مما وصف به الكتاب.
وقد جاء الكتاب في سبع وعشرين ومئة صفحة من القطع الكبير، تضمنت العديد من الموضوعات في سياق عنوان الكتاب، الذي تتبع فيه اللحيدان فكرة حيثيات بقاء الدولة بأسلوب شمولي من خلال ما عرض له من موضوعات في كتابه؛ ليقدم الصورة الجلية الواضحة للقارئ، وذلك من خلال تتبع تفاصيل هذه الحيثيات التي ألم بها في هذا الكتاب، الذي جاءت عناوينه على النحو الآتي: حاجة كبار العلماء واللغويين إلى هذا في الدولة المعاصرة، الدولة: كيف يكون الحلم في هذا العصر؟ السؤال: أين العلماء وأهل اللغة في الدولة المعاصرة؟ العقل اللغوي الاجتهادي في الدولة الحديثة، العلم مسؤولية الدولة، بقاء الدولة.. أين يقع الإشكال؟ الدولة والموهبة والمسؤولية اليوم (1)، الدولة والموهبة والمسؤولية اليوم (2)، حماية العقول وبناء الولاء في الدولة المعاصرة، الدولة بين السياسة والتوطين.. كيف الحل يكون؟ الفكر والبغي، نقد عرض الكتب الثقافي والعلمي، نقد عرض الكتب الثقافي والعلمي في الدولة الحديثة، نقد السياسة العلمية في الدولة الحديثة، حيثيات دوام الدولة (1)، حيثيات دوام الدولة (2)، أصول الحكم في الدولة، التجربة العلمية الحرة في الدولة المعاصرة.
كما تضمن الكتاب أيضًا الموضوعات الآتية: نقد السياسة العلمية في الدولة المعاصرة، أصول الحكم في الدولة، الدولة والموهبة والمسؤولية اليوم، أين الخلل في حكم الدولة؟ العلماء النابهون والوراقون في الدولة المعاصرة، أزمة العلم والعلماء في الدولة المعاصرة (1)، أزمة العلم والعلماء في الدولة المعاصرة (2)، أصول النقل والنقد بين العلماء والكتاب في هذا الحين، معجم الأقوال في عرض الكتب في الدولة الحديثة، معجم كتب السياسة لبناء العقل، العلم.. كيف يكون في الدولة الحديثة؟ البدل.. أين النحويون اليوم؟ الاستشارة العقلية وسياسة الدولة المعاصرة، تدهور الدولة.. أين العلاج؟ نقد المنهج العلمي لدى العلماء المعاصرين في الدولة الحديثة، قوة الدولة وضعفها أيام الأزمات، أصل الخطأ عند العلماء المعاصرين اليوم، أصول كتابة المعاجم وفقد الدلالة (1)، أصول كتابة المعاجم وفقد الدلالة (2)، الهيئات العلمية والمجامع اللغوية في العصر الحديث، الموهبة القضائية.. أين هي؟ مسؤولية كبار العلماء والمثقفين إلى أين في الدولة؟ التجربة العلمية الحرة، الرحلة العلمية واللغوية.
وفي سياق حيثيات بقاء الدولة الحديثة يواصل اللحيدان استكمال الحديث عن هذه الحيثيات عبر جملة من الموضوعات التي تضمنها كتابه، التي جاءت أيضًا كما يأتي: أسباب تردي علم اللغة لدى العلماء.. والكتاب اليوم، نقد الطرح الروائي بين السرد والواقعية في الدولة الحديثة، المشكلة في طلب الرئاسة (1)، المشكلة في طلب الرئاسة (2)، العلم واللغة بين وزارتَي الشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام، القضاء.. الموهبة والمسؤولية في الدولة الحديثة، الطرق والمعرفة لدى الكتاب والباحثين اليوم، الإنسان من خلال الزمن: قراءة علمية، تبني الدولة للمجتهد الموهوب متى يكون؟ بناء الدولة من خلال العقل كيف يكون؟ أين المسؤولون حيال السطو والبحث العلمي؟
وقد جاءت هذه الموضوعات التي أوردها اللحيدان في هذا الكتاب لتمثل البعد الشمولي الذي أولاه هذا الكتاب تبعًا لما تصدى إليه في عنوانه؛ وذلك لأهمية موضوع الكتاب، بوصفه أحد الموضوعات النوعية الحيوية المعاصرة التي تتربع بأهميتها على المشهد السياسي والثقافي والفكري عالميًّا؛ وهو ما جعل من المؤلف يتتبع تلك الحيثيات من جوانب مختلفة ومتعددة للوصول بالقارئ إلى صورة بينة واضحة المعالم جلية الدلالات؛ لنجد الكاتب في حالة استقصائية إلى جانب شمولية الرؤية التي أقام عليها فكرة هذا الإصدار؛ وهو ما جعل من جهد المؤلف واضحًا، واعتنائه بتقديم صورة دقيقة وعلمية وعميقة واضحة المعالم عبر العناوين التي اتخذ منها الكاتب مدخلاً رئيسًا لعرض ما تضمنته من أطروحات في سياق هذا العنوان.
كما صدر لفضيلة الدكتور صالح بن سعد اللحيدان عن (العبيكان) أيضًا إصدار جديد (2019) بعنوان «مبهمات الأسماء والكنى والألقاب»، وذلك في إحدى عشرة ومئة صفحة من القطع المتوسط. ونطالع ما جاء على الغلاف الأخير للكتاب العبارات الآتية: بين دفتَي هذا الكتاب أخذ المؤلف على عاتقه مشكورًا تجلية الحقيقة ناصعة حول مسألة معرفة الأسماء والكنى والألقاب التي اعتراها الإبهام، وأصابها الالتباس، فضلاً على مطولات الأسفار وفروعها. وأورد مما لا بد من بيانه من هذه الأسماء والكنى والألقاب التي قد ذكرها المصنفون خلال العقود، ولم يبينوا كثيرًا من معانيها، وهو مما قد يُشكل على كثير من القراء من العلماء والفقهاء والمثقفين.. ولم يألُ جهدًا في بذل ما في وسعه من ذكر أصول لا بد أن تذكر، ومن ذكر فروع من الواجب أن تُبيَّن؛ وذلك حتى يطبَّق النص على حقيقته التي لا تحتاج بعد ذلك إلى جهد، ولا إلى بذل، ولا إلى وقت.. ولعله بيّن كثيرًا من أو جُل الأسماء والكنى والألقاب، وكذلك الأماكن والبلدان.. وهذا دون ريب قد بُني عليه أحكام شرعية أو سياسية أو علمية أو لغوية أو نحوية. وواقع الأمر أنه إذا لم يقف المؤلف أو غيره من المختصين ببيان هذا فلا شك أنه قد يختلط شيء في شيء آخر؛ فلا تتضح آنذاك الأمور التي يجب أن تتضح. ومن هنا كانت أهمية الكتاب جلية، وفائدته سخية.