قالت تيممْ ..
ماء الحديث على شفاهك قد
نضب
كشمس أغنية
تمد فصولها
فوق المواقيت التي
كانت سعيرًا
تلتهبْ
قالت تيمم ..
لا مواويلا تُغَنَّى
لا سفرْ
أقدامك العطشى تحنُّ
ولا مهاد
يليق بالأمل الذي
خبَّأتهُ
في ظلِّ سطرٍ من هواجس ذكرياتك
لا سواحل هاهنا
لا قصةً تروى
ولا جمعٌ
على باب القصيدة مثلما
أُوْهِمت يقفون المجاز
على الوَضَحْ
قالت تيمم
نزف عمرٍ من مشاعرَ قد مضتْ
قد جئت من أقصاك تسعى
حاملا زهرالأماني
قصتي معك
أكاليلا
لحلمٍ مُرتقبْ
عنب الكلام ...
على كرومكِ يلتهلبْ
خمر الكلام
على الشفاة
وناره قد أوقدت
شفق احتفالٍ منتفض
لكنني قبل اقتطاف مجونك
كانت يدي
تتربص انصباب أغنية
على ريق
المواني تحتدمْ
حُمَّ الكلام
ومثلكِ
فراشةٌ تراوغ النار المؤجج
سطوةً
مثلي ومثل قصيدتي
أنتِ انكسارٌ راعه
شعث البقاء على الظمأ
كمسافر يتوج الأتعاب
نار الكبرياء ..
بحرٌ توسَّد نفسه
أملٌ تسلق بعضه
لم يكتمل ..!
نصفان من وجعٍ تشاطر وقته
حُمَّ الكلام
ولم يزل بعض الحديث يعاقر
انزياحهُ
مرآة روحي
لا أرى ..!
عيني يغطي صفوها
غبش النَّوى
وطيور حلمي في مدارٍ حالكٍ
رَسَمت قبورًا في الثرى
أغصانها
وسؤالها دومًا
على ما
أو كم مضى ؟!
روح تزلزل سجنها
صبرًا تطوف مجالها
قِرِّيْ هنا
يا لوثة الخلق الجديد
قصيدتي
تنمو على وجلٍ
تسافر في الظلالْ
حم الكلام
وجمره
صوتي يبلِّلهُ النداء
قد كنت أجري هاربًا
أو عائدًا
لمَّا حشرت مواجعا
ملأ البكاء قصيدتي
ملأ الدعاءْ
مفتاحها مطر على
باب الغناء
حُمَّ الكلام وأطبقت
بيني وبين سمائنا
كقصيدتي
أرق على باب العيون
سينتشي
أنا لم أكن وحدي هنا
سبع عجاف كن يروين القصائد
قصتي !
مثل ابتهال جوارحي
كانت رمال حقائقي
تسقي السماء بطينها
لو كان يكفيها الغناء
لرفعتُ أعناق القصائد سلمًا
كي تهطلي
** **
- شعر/ حسين عبيري