أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
مرةً
هبط النجمُ من بيتِه وانتحَبْ
سأل الرملُ: فيم البكاءُ؟
فقال: على نخلةٍ نال منها التعبْ
* * *
دمعتي من حدبْ
* * *
مرةً
وقف الدربُ
قيل له: امضِ
فقال: إلى أن يفيقَ المسافرُ من غَشَياتِ الوصبْ
* * *
مرةً
فرّق المُنحَنَى
قطرتينِ من النهرِ
فالتقتا في المصَبْ
* * *
مرةً
أمر البحرُ أمواجَه
أن تكفّ عن الطيشِ
حتى تقيمَ الزوارقُ أعراسَها
وترَقّصَ ساحلَه بالطربْ
* * *
ضحك الفألُ
فانتهضَ الشؤمُ من غَفوِهِ
واشرأبْ
* * *
فجأةً
سخر الأفْقُ
قيل: بمن؟
قال: بالأعينِ اللاهثاتِ إليَّ
ومن حولِها حدَقٌ نفقَتْ في المهبْ
* * *
بغتةً
أيقظ الجمرُ فكرتَه
فاستعدّتْ لتكتبَها شهواتُ اللهبْ
(لن أطيلَ الكلامَ)
أتسمعُني أمنياتُ الخشبْ؟
* * *
مرةً
شاخ وجهُ الكلامِ
وساختْ حكايتُه في وحولِ الضجيجِ
فشدّخَ أحرفَه واكتأبْ
* * *
قالت الأرضُ:
لا تشربوا من دمائي
فأين الذي ما شربْ؟