د. صالح بن سعد اللحيدان
الإرادة العلمية والقيادية والإرادة الفكرية في هذا (المعجم) أحاول تلمس ما هي الإرادة أصلاً؟ حتى تتسنى حقيقة هذه الكلمة من هنا أبين معناها, ثم أبين أنواعها لعل ذلك يساهم في فهمها فأقول:
1/ أراد: طلب من السعي أصلاً وهي رباعية, أراد, يُريد, إرادةً
2/ أراد: نشد ورغب
3/ أراد: شاء شيئاً يُريده
4/ أراد: من الفعل الماضي (نوى)
5/ أراد: قدِم (بكسر الدال) على القيام بأمرٍ ما
6/ أراد: ابتداء القيام لكنه لم يفعل إنما أراد
7/ أراد: هم من الهم بفعل شيء ما
8/ أراد: نوى ويحاول سيان
9/ أراد: من أفعال التردد فقد يفعل وقد يترك
10/ أراد: لا يتحقق معناها إلا بالعمل وإلا فتبقى على الإطلاق
11/ أراد: يُريد إرادة كما سبق في (1) أي بذل لكنه قد يعجز فلا يتعلق بهذا حكم وتُترك النية (لله سبحانه وتعالى وحده)
12/ أراد: قرر لكنه لم يجزم فقد يُلغي ما قرره ما لم تقم القرينةُ فتُحدد الإرادة
13/ أراد: من الشُبه (بضم الشين) فلا يؤخذ الجاني بمجرد الإرادة ما لم يكن لديه سوابق فتكون الإرادة قرينة فقط
والإرادة من المشترك اللفظي ويُحدد هذا الكلام المتكلم أو نفسه من أراد, وبهذا تكون الإرادة على هذا المقتضى:
1/ الإرادة الذهنية: وهي التنبه الإرادي للقيام بعمل أو قول شيء يُريده
2/ الإرادة العقلية: وتلك هي العزم على تحقيق ما نواه بعد عقل وتعقل لما أراده بحيث يدرك أنه عقل الأمر وساسه
3/ الإرادة الفكرية: وهذه تكون خلاصة تجارب وقراءات مُديمة أراد أن يقوم بها نشراً أو كلاماً
4/ الإرادة العازمة: وهي الإرادة النشطة لمبادرة الشيء والقيام به بعد تدبر وشدة توقٍ
5/ الإرادة الحية: وهذه الإرادة إرادة قل أن تكون لأن حيزها ضيق جداً وهذه الإرادة يُحيطها عزمٌ وقوةٌ وصدق توجهٍ عاقلٍ مكين ذلك أنها تختص برد الحق أو الحقوق الحسي منها والمعنوي لمن أو إلى من وقع عليه حيفٌ أو جورٌ أو هتكُ عرضٍ أو لم يعط حقه.
6/ الإرادة الحذرة: وهي الإرادة التي يكون صاحبها دائماً ذا تنبه إرادي جيد وهذه الإرادة من غالب صفات صاحبها ما يلي:
1/ قلة الكلام.
2/ الصبر على المكاره.
3/ شدة التوقي من الإساءة إلى: الضعيف أو الجاهل أو كبير السن خاصة الوالد حال الهرم.
4/ مراجعة النفس دائماً والتحوط الكثير.
14/ الإرادة القيادية: وهذه هي الرابعة عشرة من أنواع الإرادة حسب استنتاجي وملاحظاتي ونوع هذه الإرادة أنها إرادة واضحة لمن تعمق فيها وأدرك صفاتها بشيء من التروي ودقة المتابعة والملاحظة,
هذه الإرادة قد تجتمع فيها غالب الصفات تلك التي تكون إيجابية ما لم يمل صاحبها إلى الذاتية ونرجسية الحياة الخاصة فقد تكون إرادة عجولة فيها تهور وحذر لا مكان له أصلاً وتجر على صاحبها كثرة التفكير والميل إلى الدعابة عند خاصته ليشعر نفسه بالعظمة.
لكن دعوني أُفيد بذكر الإرادة القيادية فما هي صفات صاحبها؟
صفات صاحبها أنه:
1/ أنك تهابه من (الهيبة) ولا تتخوف منه (لا تتخوف منه)
2/ تشعر أنه ثقيل أي أنه (فخم) مُفخم
3/ يوحي إليك بالأنس والراحة
4/ قراره لا يتراجع عنه إلا بعد لأي
5/ من الصعب جداً أن يُؤاخيه أو يعمل معه صاحب مصلحة نفعية فهيبته وقوته العقلية تبعد عنه ذوي المصالح
6/ خفيف النوم وينام مبكراً
7/ يكره الفاحش قولاً وعملاً لضخامة إرادته العقلية وميله للنزاهة وحب العدل لديه أخذ حيزاً كبيراً من عقله لا من قلبه
8/ في بيته كأنه واحد منهم ويُحب مداعبة الأطفال كثيراً
9/ يغضب إذا روجع في (الجرائم الأخلاقية) بل قد يرفع صوته بخشونة
10/ لديه حلم عجيب وسعة بال
11/ لديه صبر متزن وروية ظاهرة
12/ لم يوجد بينهم من (يحقد) بخلاف النرجسي ولا يحسن قرن الغضب بالحقد
13/ لا تخف من هذا النوع فله رحابة صدر وقوة بأس شديدة ما لم يكن قد أخذ عنك صورة بسبب وشاية أو كلام أُسيء فهمه فهو هنا يجفاك ويبعدك لكن من خلال الدراسات التحليلية وجد أن كثيراً منهم يُعاود من نُقلت عنه وشاية أو كلام وذلك يعود لنقاء سريرة هذا النوع من العظماء وثقته بنفسه وخوفه الجبلي الخلقي من الحيف.