د. حسن بن فهد الهويمل
رحم الله(أم علي) حرم معالي الأستاذ عبدالله بن علي النعيم، وجبر مصاب أهلها، وأبنائها، وزوجها.
قرأت تأبين زوجها المكلوم (أبي علي) الذي قضى معها سبعة عقود، بمنتهى الغبطة، والسعادة.
غبطته على وفائه، وثنائه، وتفجعه.
لقد أعطانا درسًا في الأخلاق، والصبر، والاحتساب، والوفاء.
رجل مثله في سنه، وقدره، ومكانته: العلمية، والعملية يبدو بهذه الرقة، وبهذه المحبة، وبهذا الوفاء. يقدم القدوة الصالحة، للممانعين حياء على حد:-
(لولا الحياء لهاجني استعبار.:.
ولزرت قبرك والحبيب يزار)
لقد أشاد بدورها في تربية الأبناء، وإدارة بيتها، وصلة رحمها، وتهيئة الظروف لزوجها، الرجل الاستثنائي عندما كان شعلة في العمل:- الإداري، والميداني، والاجتماعي. ولم يحتكر النجاحات لذاته.
بل رد لها الفضل -بكل ثقة- في حفظ الساقة، والمقدمة، وتمكينه من تطوير عشيقته (الرياض)عاصمة العالمين: العربي، والإسلامي تحت إشراف، ودعم، وتوجيه أميرهاآنذاك (الملك سلمان) حفظه الله، ورعاه.
لقد كان هذا التفجع، والتأبين، قطعة أدبية أخلاقية، رفعت من قدره، وقدمت أنموذجًا للبيوت العربية، بأجمل صورها.
وحياة الفقيدة مع زوجها سبعين سنة دون أي مشاكل، تعد تجربة نادرة في زمن متخم بالخلافات، زمن بلغ فيه الطلاق حدًّا لا يطاق.
عسى أن يتحفنا (أبوعلي) بأسلوب التعامل بين الزوجين الذي أضفى على هذه الحياة الزوجية النادرة رداء المحبة، والتقدير.
بقي حق الفقيدة على المستفيدين من إنجازات زوجها في (الرياض) و(القصيم) لتبقي مثلا حيًا للزوجات الصالحات.
رحم الله (أم علي) وجبر الله مصاب (أبي علي).