كشريطٍ سينمائي عالمي تُعرض الحكايات من أزمنةٍ وأماكن مختلفة أمام المشاهدين، نتحدث عن كتاب (أشباهنا في العالم)، وهو عبارة عن مختارات قصصية، اختيار وترجمة: بثينة الإبراهيم، مِن إصدارات مداد للنشر والتوزيع. يقع الكتاب في 215 صفحة من القطع المتوسط، لخمسة عشر مؤلِّفًا بين القارات.
«هذه فرصة؛ لنتعرف كقراء على أشباهنا في هذا العالم؛ فقد نعثرُ على واحدٍ مِن أولئك الأربعين الذين قد تمرُّ الحياة دون الالتقاء بهم وجهًا لوجه، لكن الأدب يتيح لك القول: مرحبًا»، المؤلفة.
بعد هذه المقدمة سأعرض مجموعةً عشوائية جمالية، يبلغ عددها أربعة قطوف مِن تراجمهم وقصصهم.
-«دوروثي باركر (1967-1893):
شاعرة وقاصة وناقدة أمريكية، اشتهرت بحس الدعابة اللاذع والفكاهة الساخرة، كانت عضوًا مؤسسًا في مجموعة (طاولة ألجونكوين المستديرة)، وهي مجموعة لعدد مِن كتّاب نيويورك ونقادها» ص29.
«مكالمة هاتفية»:
«أظن أنه ليس هنالك شيء كبير بما يكفي لفعل ذلك. أوه، لو أنه يتصل فقط، لن أخبره أني كنت حزينة بسببه».
«إنهم يكرهون الحزينات، سأكون لطيفة ومبتهجة جداً، فلا يستطيع عندها إلا أنْ يحبني، لو يتصل فقط، لو أنه فقط يتصل» ص36،35.
-«هيرومي كاواكامي» ( 1958):
روائية، وناقدة، وشاعرة هايكو يابانية، اشتُهرت بنمط كتابها الغريب، حصلت على جوائز عدة، منها: جائزة تانيزاكي عام 2001، وجائزة الأندبندنت للأدب الأجنبي عام 2014». ص41.
«الخلد ( موجيرا ووغورا):
يتزايد عدد الرسائل يومًا إثر آخر، وما زالت الأصوات المكتومة للبشر الذين حدث أنهم سمعوا أحدًا ما في مكان ما يتحدث عني، تواصل اندفاعها اتجاهي، متنامية، مثل: الجذور الرقيقة لشجرة تشق طريقها في صخر جلمود». ص54.
- «ماريو بينيديتي ( 1920-2009 ):
روائي وشاعر مِن الأوروغواي، كان عضوًا في حركة ثقافية وأدبية في بلاده، حققت مجموعته القصصية الأولى (أهالي مونتيفيديو) له شهرة واسعة، حصل على ثلاث عشرة جائزة أدبية في حياته، نُشر له ثمانون كتابًا في عشرين لغة، وقد تُرجم عدد مِن أعماله إلى العربية، مثل:
(عشيقات الماضي البعيد)، (بقايا القهوة)، (الهدنة) وأعمال أخرى». ص81.
- «عائلة إريارتي:
كنت أقابل دوريس بعد الظهيرة مِن كل يوم بعد العمل، كانت تدير مكتبًا في وزارة العدل، ولها راتب جيد، ويبدو أنَّ الجميع يحبها.
لم تخفِ دوريس أسرارًا عني؛ فقد كانت حياتها كتابًا مفتوحًا، لكن ماذا عن ماضيها؟ بقدر ما كانت مشاعري مضطربة، كنت سعيدًا أنها لم تحاول تضليلي». ص89.
- «كولم توبين ( 1946):
روائي مكسيكي، حصل على جائزة (خوسيه فوينتش ماريس) عام 1995، وجائزة الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية عام 2010». ص154.
- «صيد الإغوانة:
كانت المرات التي خرجنا فيها للصيد كثيرة، ولكن لا بد من القول: إنَّ الإغوانة لم تكن فريسة سهلة». ص157.
ختامًا: الرأي:
- تتضح المشقة في إعداد هذا العمل، كاختيار أدباء بذاتهم رغم أعدادهم الضخمة.
- وجود قواسم مشتركة بين المؤلفين، كـ: التفوق في مجالهم، وحصولهم على الجوائز.
- تميَّزت تعاريف الأدباء باختصارها مع إبراز أهم إنجازاتهم، إضافة إلى إتقان وأصالة نقل القصة الإبداعية إلى العربية.
- «الترجمة - كما يشير الباحث الصيني - قوة فاعلة، وذات سطوة في إحداث نقلات حضارية كبرى» هموم العقل.
سعدت بقراءة هذا المنتج الذكي، والتحضير الثري في المعرفة الذي يعدُّ جواهر عمالية فاخرة.
** **
- محمد بن زعير