عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
صدر حديثًا هذا العام كتاب بعنوان (من ذاكرتي) للإعلامي والإذاعي السعودي المعروف، الأستاذ/ محمد بن نهار القحطاني.
ويقع هذا الكتاب القيم في 260 صفحة من القطع المتوسط، تناول خلالها مؤلفه تجربته وخبرته الطويلة الممتدة نحو 40 سنة في الحقل الإذاعي، والإعلام المسموع وعلاقته بوسائل الإعلام الأخرى من مرئية ومقروءة، وذلك منذ بداياته الأولى المتمثلة في حبه لجهاز (الراديو/المذياع) ورؤيته لهذا الجهاز لأول مرة، عندما كان في سن الطفولة، أو الصبا، ثم تطور هذه العلاقة -فيما بعد- بعد أن بدأت بمنزل الأهل والجيران لتمتد خارج الإطار الأسري وتشمل المدرسة في المرحلة الابتدائية (الإذاعة المدرسية) والتحاقه - فيما بعد - بالمعهد العلمي بالرياض، ثم انطلاقة المؤلف نفسه - كإذاعي مبتدئ- وانخراطه في العمل الإذاعي بعد أن نضجت معرفته واكتمل تأهيله في هذا المجال، ليكون مذيعًا في الإذاعة السعودية بمقرها من وزارة الإعلام بالرياض.
ويتطرق المؤلف في (مقدمة الكتاب) إلى تلك الأهداف أو الدوافع التي حفزته لتأليف هذا الكتاب وطباعته ونشره، قائلاً:
«... اقترح على زملاء أكارم، أذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، الإعلامي التربوي عبد العزيز القنيعي، والإعلامي المتميز المبدع يحيى الصلهبي، وأخي الدكتور عبدالله المشاري.. طبيب ومقدم برامج في إذاعة القرآن الكريم.. وآخرون...اقترحت على هذه الكوكبة أن أدون ما تجود به ذاكرتي قبل أن تشيخ عن الأيام والمواقف خلال مشواري الإعلامي. وصراحة أعجبتني الفكرة وقررت تفعيلها عبر إصدار بسيط ومختصر قد يستمتع بها الزملاء من جيلي، والقراء الآخرون، ويستفيد منها الإعلاميون المستجدون...».انتهى كلامه.
وقد استعرض المؤلف فيما تلا ذلك من صفحات كتابه عشرات الأسماء لإذاعيين وإعلاميين سعوديين بارزين في هذا المجال، بعضهم كان من الرعيل الأول، ومن أولئك الرواد الذين يعتبرون من المؤسسين لطاقم الجهاز الإذاعي في المملكة، منذ بداياته الأولى، وإن كان بعضهم قد فارق الحياة - رحمهم الله - أو تمت إحالتهم للتقاعد بعد سنين طويلة من الخدمة، لكن بقيت لهم بصمات حية ومؤثرة تأثيرًا إيجابيًا في مسيرة الإعلام السعودي المسموع ككل.
وبعضهم كان ولا يزال من المخضرمين العاملين في هذا القطاع، بينما كان بعضهم الآخر من الجيل الحديث، الذين استفادوا من خبرة سابقيهم في هذا العمل.
والحقيقة أن هذا الكتاب يعد مرجعًا قيمًا، لكل مهتم بالإعلام الإذاعي أو المسموع، يستفيد منه الإعلامي المبتدئ والباحث والدارس، خاصة أولئك الذين يرغبون العمل في أي جهاز إذاعي، ويتلمسون طريق النجاح من خلال خطواتهم الأولى، نحو العمل الإذاعي، ليستفيدوا من خبرة الإذاعيين القدامى الأكفاء، ليكونوا مذيعين ناجحين ومتميزين.
وهو من جانب آخر يعد بمنزلة وثيقة وشاهد حي على تاريخ نشأة الإذاعة السعودية والمراحل التي مرت بها منذ تأسيسها، لما فيه من ذكريات رائعة سطرها المؤلف بقلمه وأسلوبه الجميل عن مواقف وطرائف ومشاهدات كثيرة تعرض لها وشخصيات إذاعية وإعلامية عرفها وعاصرها، كان لها الأثر الواضح في بروز اسمه وصقل مهارته كأحد الإذاعيين السعوديين القلائل الذين حفلت مسيرتهم الطويلة بالعمل في هذا القطاع بالنجاح والتميز، وشهد لهم الكثير بالفضل والوفاء والإخلاص والتفاني بالعمل طيلة سنوات خدمتهم في هذا المجال.