- ارتطمت جبهتي بالحائط دق ناقوس الخطر تكومت كحبة الليمون حاولت فركها كما تفعل أمي, أغتسلت بماء الطهور, ونفثت في بعض أجزاء جسمي تعويذة الصباح! صديقي ينتظرني في الحافلة وهاتفي على الصامت جرتني حقيبتي رغماً عني سقطت من أول الدرج ضحك صديقي من قلبه لم أغضب إلا من أنثى قطّعتني بنظراتها في خدر برقعها لملمت ما تناثر كقطة مدهوسة من سائق طائش حشرت وجهي بين كتفي انطلق السائق بنا إلى المطار، كاد الحجز أن يفلت منا ليكمل مسلسل يومي التعس!
- عندما صعدت على سلم الطائرة لا أعلم تذكرت أغنية قديمة لطلال:
- في سلم الطائرة بكيت غصبن بكيت ... على محبين قلبي عندما ودعوني
- كعادة الركاب في بداية الرحلة متناثرين كيوم المحشر هدأ المكان انطلق الدعاء والطائرة تحلّق في الفضاء!
- لفت انتباهي امرأة يعطّر كفيها ديوانا لنزار تمنيت أن أسمعها بعض خربشاتي الكتابية هنا جاءتني فكرة مجنونة أيقظت صديقي المتعب قرأت عليه نص «أحببت أفعى وأنثى السواد والمحكمة ... وهي تسترق النظر بعينين فاتنتين تمنيت لو توقفت عجلة الزمن!
- عيناي في عينيها نقرأ تاريخ الوجع وهمهمات العشق نستجرّ من خلفنا أطنان المستحيل لم يقطع هذا الصمت إلا مضيفة الطائرة الحسناء سيدي «تريد جاج ولاّ لحم» بلهجتها الشامية، انقطع الجنون برهة هويت برأسي على المقعد وأغمضت عيني:
- كنت مع أخي الكبير هلال في حلقة الخضار بقمرية الطائف، نجرّ عربة متنقلة لحمل بعض أغراض الزبائن ليعطينا ثمناً بخس حظي العاثر أوقعني في زبون ضخم الجثّة حمّلني فوق طاقتي الصغيرة، سقطت العربة وتناثر ما بداخلها على رصيف بالقرب من سيارته، سمعت كل شتائم الحارات!
- وضربة تشبه كثيراً قبضة نسيم حميد....
- شعرت بوخز إبرة في جنبي لم أعرها انتباهاً حتى صحوت على صراخ رجل يشتم زوجته حملت حقيبتي وجهازي المحمول وصديقي يقول لي: الحمد لله على السلامة وصلنا دلوعة الغيم.
** **
- علي الزهراني (السعلي)