«من يرتق ذلك الثقب؟»
من يرتق ذلك الثقب الذي صنعته الأيام في قلب الذاكرة ؟
من يعيد له الحياة والذكريات الآفلة؟
من ينسج خيوط التعاويذ ضد الألم؟
ويوشحك بوشاح الأمل؟
إن الثقب يتسع ويكاد يبلع معه كل شيء .. الأحداث.. الشخوص.. والأمكنة.. وبعضال أزمنة.. ولم يعد يبقى إلا القليل من شرود الأيام، وأنفاس الطفولة المغادرة..
ولم تعد تدري بماذا تحتفظ وبماذا تقذف به خلف بوابة النسيان.. كل ما تعلمه هو أن ثقبك يتسع.. ويتسع.. ولا يسعك إلا أن تضع يدك على كتف الليالي المكسورة لتراقب ذلك الثقب وما يبتلعه.. ثم تعود إلى وسادتك لتجد ذلك الثقب قد وصل إليها هو أيضا.. ولم تعد تحتمل أوجاعك وانكساراتك؛ فتغفو على أمل أن تستيقظ وقد تبدلت الخيبات والخذلان بأرواح ملائكية تربت على ثقب أيامك.. وترتقه بماء الحياة..
** **
- د. أمل العميري