سمر المقرن
لم أرَ الرياض في حياتي تتعرَّض لهذا الكم الكبير من هجوم الحشرات الغريبة الأرضية والطائرة كما رأيت في الشهرين الأخيرين، فهناك حالات ليست بالقليلة رأيتها بنفسي تعرّضت لأنواع القرص واللسع غير العادي والذي أدى إلى أضرار صحية كبيرة، أضف إلى ذلك هذا الهجوم الغريب والمضاعف من البعوض بسبب كثرة المياه في أحياء تم فيها منح رخص بناء وللأسف أتضح أنها غارقة في المياه الجوفية والسطحية مع عدم وجود أي حلول لمعالجة الصرف الصحي، مثل أحياء شمال الرياض الجديدة العارض والنرجس وغيرهم، مع ذلك لا يوجد أي تجاوب من قِبل الجهات المسؤولة لمعالجة هذه المشاكل والتي ينتج عنها مشاكل أخرى تضر بالإنسان. حتى عملية الرش بالمبيدات الحشرية أو سيارة (الفليت) التي نعرفها لم تعد تجوب الأحياء ولا تحاول أن تتعامل مع هذه القضية بشكل جاد، مع أن كثيراً من الناس وأنا واحدة منهم قمت بالإبلاغ عن هذه المشكلة وطلبت رش الحي الذي أسكن فيه، وللأسف يكون الرد بأنه قد تمت المعالجة، ولم تتم!
إذا كانت هناك مشاكل جوهرية تحتاج إلى مدة معالجة طويلة كمشكلة المياه السطحية، فإن مشكلة القضاء على الحشرات لا تحتاج إلى وقت طويل، ويمكن العمل عليها بسرعة حفاظاً على صحة الناس.
المشكلة الأكبر أنه عندما يتم تقديم شكوى بهذا الخصوص، فإن كل جهة تلقي بالمسؤولية على الأخرى، فمثلاً حصلت قبل أسبوعين مشكلة في الكهرباء عندي في الشارع، وأبلغت الشركة وتفاعلت معي مباشرة وحضر العمال وقاموا بالحفر والعمل على إصلاح المشكلة، ومن ثم تركوا الحفريات مفتوحة إلى اليوم، وعندما تواصلت معهم مرة أخرى أبلغوني أن هذا عمل شركة أخرى، ما أقوله هنا مجرّد مثال للواقع الصعب الذي نعيشه! فهل الناس سوف تترك أعمالها لتتابع هذه المشاكل من جهة لأخرى؟
محزن أن نرى التقصير والإهمال أن يصلا لدى -بعضهم- إلى هذه المرحلة، ومؤلم أن يكون الاستهتار بالناس إلى هذه الدرجة! لماذا لا يكون هناك آلية واضحة في حل المشكلات العارضة أو حتى الدائمة؟ فمشكلة الحشرات مثلاً الحل في القضاء عليها ليس أمراً صعباً ولا يحتاج إلى مشاريع وميزانية واعتماد، مجرّد سيارات رش المبيدات تعمل لمدة شهر كامل بشكل يومي ومكثّف في أنحاء الرياض، وأدوية القضاء على القوارض والحشرات الأخرى في أماكنها، وتنتهي المشكلة التي جعلتنا نرى في حياتنا حشرات غريبة لا نعرف حتى اسمها ولا هويتها!
إن الحفاظ على البيئة هو أمر أساسي في حياة الإنسان، لكن من الصعب أن يضمن الإنسان الحفاظ على منزله بأعلى معايير النظافة والبيئة في الحي من حوله ملوثة دون أن يكون هناك خطة عملية لإنهاء المشكلة، هذه المشاكل هي مسؤولية عدد من المؤسسات من المهم أن لا تلقي بها على غيرها، الكل مسؤول، الجهات المعنية والإنسان خارج بيته وداخله، لكن يد واحدة لا تصفق!