د. عبدالرحمن الشلاش
الطلاق قرار صعب للغاية لا يعني فقط ذهاب الزوجين كل واحد منهما في طريق مختلف عن الآخر بعد أن كانا يسيران في طريق واحد، ولا يعني نهاية حياة زوجية سيسدل الستار عليها للأبد لمجرد خروجهما من عش الأحلام والآمال وهموم الشراكة والمصير الواحد.
إن لم ينتج عن الزواج أولاد وبنات كبار وصغار وأطفال فربما يقل الضرر إن لم يعدم سوى من جروح غائرة في قلوب من فرقتهم ساعة غضب أو ضغوط أسرة، أو تسرع سبق العذل وساعات الندم واجترار الآلام المبرحة ناهيك إن لم يصاحب قرار الانفصال إجحاف ستكون المرأة هي الخاسر الأكبر في شراكة عمر لم يكتب لها الاستمرار حيث وئدت سعادتها وخنقت في مهدها. إن كان الحب في القلبين لكن ظروف من هنا وهناك كان لها كلمة الفصل فسيبقى ذلك الساكن في القلب إلى أن يشاء الله يحرك المواجع ويؤجج الحنين بأمل عودة بعد طول فراق.
المشكلة الكبرى حين يغادر كلا الزوجين عش الأيام الوردية أو الليالي الكحلية وقد خلفا طفلا أو مجموعة أطفال ذاك وأولئك هم الضحايا والمتأثرون من قسوة الانفصال وربما عصف قرار في غير محله بمستقبلهم إلى الأبد حيث الضياع والتشرد والانحراف، فقد انفرط عقد الأسرة وتصدعت أركانه مخلفًا التشتت والتشرذم.
في حالات معدودة يسخر الله لهؤلاء الأطفال من يحتضنهم ويعتني بهم أما الأب أو الأم وربما أهل الزوجين من الأجداد والجدات أو الأخوات لكنها حالات محدودة خاصة في هذا الزمن الذي انشغل فيه الجميع. حتما سيتأثر الأطفال فليس من الناس من هو أكثر شفقة من الوالدين بأطفالهما.
أكثر الأمور سوءًا عندما يستخدم الأب الطليق مثلا الطفل للضغط على الأم المطلقة أو مساومتها على أطفالها وقد يلجأ لتعذيبهم أو التنكيل بهم أو حرمان الأم من رؤية أطفالها لابتزازها!
حق الأطفال الذين وقعوا ضحية للطلاق أن توفر لهم الحماية من آباء يعانون من الأمراض النفسية أو إدمان المخدرات وغيرها من الأسباب، وأن يبت سريعًا في القضايا المرفوعة على بعضهم كي نضمن تنشئة أفراد أسوياء لا يعانون من العقد النفسية أو القهر أو الشعور بالدونية. هناك قضايا من هذه النوعية ينتظر أصحابها سرعة البت فيها لا أن تظل في المحاكم لشهور طويلة بسبب تهرب الطليق ومماطلته.