عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) يعرف ويدرك الجميع أن نادي الهلال أحد الأندية السعودية الكبيرة بتاريخه وإنجازاته وأهم من ذلك كله تميزه بانغلاقه عن الشد والجذب مع أي جهة خارج أسوار النادي، وهو صندوق أسود لا يمكن الاطلاع على أسراره أو مشاكله.
ما ميز الهلال لعقود من الزمن عن البقية عدم نشر الغسيل ودفن المشكلة في مكانها إلا أن الأمور اختلفت وبصورة متسارعة وغير مسبوقة من جميع النواحي بداية بتخبطات واتخاذ قرارات غير مدروسة إضافة إلى غياب الإستراتيجية في تحديد الأهداف وهنا نقول يا هلال (من بغاه كله خلاه كله) وأولها العربية وطارت، فمن الواضح أن التخطيط غائب وتحديد الهدف مفقود والعشوائية والعمل الارتجالي السمة البارزة في المشهد الهلالي وهذا ما أدى إلى وصول الحال والجو العام المشحون إلى أعلى مستوياته والخروج عن النص كثيرًا في أكثر من مناسبة وقد تكون ولأول مرة تجد الاحتجاجات والخروج خارج الملعب ومع عدة جهات هي العنوان الأبرز للعمل في نادي الهلال.
لقد عرف الجميع أن الهلال يأخذ النقاط من الملعب وليس من المكتب ونعرف أن الهلال يصنع المدربين واليوم يئن من حال المدرب والهلال لا يمكن أن يشتكي من الإرهاق والضغط بحكم أنه يملك أكثر من فريق منذ الأزل فما بالك بعد العدد المهول من اللاعبين المحترفين الثمانية.
الهلال الذي عرفته لا يرمي مشاكله على الآخرين والهلال الذي عرفته يتقبل الخسارة ويحترم المنافس مثلما يحتفل ويفتخر بالإنجاز والبطولة وهذا لم يعد موجودًا والنهائي العربي أكبر دليل وكان قبله أحداث مؤسفة بعد لقاء أحد الدوري أو حتى بعد لقاء الأهلي عربيًّا والنرفزة غير المعتادة أما آسيويًّا فما حدث بعد لقاء الفريق مع الدحيل وهو كاسب اللقاء والثلاث نقاط يؤكد حجم المعاناة والمشاكل المهببة وكل ما سبق قد يكون مقبولاً ومشروعًا ولكن ليس في الهلال قبل أن تأتي الطامة الكبرى والقنبلة الموقوتة بعد الخسارة للقب العربي عندما هاجم رئيس النادي الحالي الرئيس الذي سبقه وانتقد حضوره بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك وهدد أنه يملك مستندات تدين أشخاص يريدون هدم الهلال والله أعلم منهم؟
وأنا هنا أقول ما هكذا تورد الإبل يا أبا سلطان. فعتبك وملاحظاتك وشرهتك تقبل وتقدر ولكن ليس عبر وسائل الإعلام وهذا ليس بديدن الهلال ورجاله على مدى التاريخ وإذا كانت إدارة النادي قد فقدت صوابها لعدم تمكنها من عمل إستراتيجية واضحة وأهداف معينة فبالتأكيد أن مقدرتها محدودة ولا تستطيع أن تقود ناديًا بحجم الهلال حيث أصبحت تقدم الأعذار غير المقبولة لدى الشارع الرياضي أو كل من يعرف الرياضة ومقومات نجاحها، فالإرهاق وضغط الجدولة وتعدد البطولات واتهام الاتحادات بأنها تقف عائقًا، كلها أعذار بليدة ولم تعد مقبولة فكل الأندية مشاركة وما زالت ولكن كما يقول المثل (الأحدب يعرف كيف ينوم) أما محاولة الهروب من وجه المشاكل وعدم مواجهتها وإيجاد السبل لحلها يجعل الهلال كبقية الأندية التي كانت سابقًا تقوم في بعض الأدوار الدرامية وأصلحت من حالها وتميزت قبل أن يسجل الهلال موسمًا غير متوقع من جميع النواحي ولو أن التخبط والعمل العشوائي وتوزيع التهم هي السمة الأبرز الذي سيعتبره الهلاليون العقلاء موسمًا للنسيان مهما تحقق من بطولات.
نقاط للتأمل
- حقيقة دائمًا لا أحبذ التطرق أو الحديث عن أي تصرف شخصي خارج المستطيل الأخضر ولكن لأن الحركة قد تمت في الملعب ومن المستطيل الأخضر ومن رجل أكن له كل التقدير والاحترام على المستوى الشخصي فحركة رئيس الهلال بعد اللقاء العربي غير مبررة وغير مقبولة ولا تنم عن ثقافة وفراسة وشرف المسابقة ولا تعبر عن الشخص الرياضي السعودي والخليجي وهنا نقدم الاعتذار لكل الرياضيين بصفة عامة وللجمهور الذي وجهت له الحركة بصفة خاصة وكم كنت أتمنى أن يكون الاعتذار من صاحب الفعل ليكون متقبلاً وأفضل من الاعتذار من المجتمع الرياضي أو إعلامه.
- سجلت الأندية السعودية تميزًا على المستوى الآسيوي في الجولة الرابعة من دور المجموعات لبطولة أبطال آسيا وإذا كان هناك من تميز فيسجل لمدرب النصر السيد فيتوريا الذي ذهب لملعب كربلاء باحتياطي الفريق وبدون أي لاعب أجنبي من الأربعة وعاد بثلاث نقاط مهمة كذلك المدرب زوران استطاع أن يرد اعتباره ويرد الخسارة لأهلها وأما الأهلي فقد عاد بفوز مهم من فريق خسر منه في جدة وعلى ملعبه وهنا يتضح أن المشكلة كانت في المدرب ويبقى العميد الذي كسب نقطة مهمة خارج أرضه وعزز حظوظه بالتأهل بإذن الله.
- اليوم يلتقي فريق الهلال بفريق التعاون على ملعبه في أغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين ورغم أن الكل يتوقع فوز الهلال إلا أن التعاون فريق صعب وقوي ويمتلك مدربًا ذكيًّا وداهية، وتستكمل المباريات ويتضح طرف الآخر للقاء النهائي غدًا في مباراة كبيرة تجمع عميد الأندية الاتحاد مع العالمي فريق النصر الذي سيدخل دون غيابات ويطمع لخطف بطاقة النهائي وإخراج الفريق الذي خطف الصدارة وقدمها للهلال من ملعب النصر في الرياض.
- من يصدق أننا نملك أقوى دوري عربي وأكبر الأندية في الوطن العربي والقارة ومع هذا كله نملك أضعف اتحاد كرة في العالم فمع كل الدعم وحوافز النجاح نجد أن الاتحاد بدون رئيس ويعيش بالتكليف واللجان ضعيفة ومشتتة والتنسيق مفقود بينها ويعقد جمعية عمومية غير عادية وتكون النتائج صادمة وغير مجدية أو فعالة اتحاد لجانه كلٌّ يغني على ليلاه حتى تصاريح المسؤولين متناقضة والأعضاء يرفضون تزكية إحدى اللجان الانضباطية لأنها لم تكن حسب الطلب والرغبات والمشكلة الكبرى التي أشاهدها أنها عادت بعدما توقعت أنها ذهبت بلا عودة وهي أن الأندية أصبحت أقوى من اتحاد اللعبة وهذا أمر يعيدنا لقرون وليس لعقود للخلف رغم الدعم غير المسبوق من حكومتنا الرشيدة -حفظها الله-.
خاتمة
اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وأدم علينا نعمه الأمن والأمان وأبعد عنه الفتن ما ظهر منها وما بطن وأدم العز والتمكين لقادتنا وعلمائنا ورجال أمننا في الداخل وعلى حدود وطننا في كل مكان واهدنا لما تحب وترضى عنا يارب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي.