ميسون أبو بكر
يا الله ما أجمل سماء الوطن في تلك الرقعة منه، للحد الجنوبي قداسة كقداسة الأماكن المقدسة كما هو شعوري الذي أعتقد أنه سيكون ذاته لو أنت شددت الرحال إلى مكة التي كرمها الله، وإلى بيت المقدس قبلتنا الأولى، لكل منهما رهبة ومعنى. فعلى حدود القتال مع الأعداء مسرى لأرواحنا التي تصعد للسموات تدعو الله أن يحفظ تلك الأجساد التي ترابط هناك وتحمي ثرى المملكة، جنود أبوا إلا أن يكونوا في الصفوف الأولى يذودون عن وطنهم وأهليهم، تشتاق أجسادهم عناق فلذات أكبادهم في أماكن متفرقة في هذا الوطن، استودعوهم الله وذهبوا يلبون نداء الواجب.
أيها الأبطال الشامخون، الأصيلون أصالة هذه الأرض، الصامدون كجبال طويق، الرجال الرجال الماضون إلى المجد الذين هم امتداد عراب هذه البلاد وفخرها محمد بن سلمان.. ومن فاضت أرواحهم إلى بارئها فهم عند خالقهم شهداء تلوح بكف القلب لأحبة تركوهم ومضوا.
وددت لو غمست ريشتي بحبر دمهم الذي خضب ثرى هذه الأرض الطاهرة، لو كان حبري قطرات من دمائهم الزكية، ولو كانت صحافي كسرا من سماء هطلت مع دموع أهل الشهداء الذين بكوا فراقهم وبكوا الشهداء شوقاً إلى أحضانهم.
تترقرق في عيني غيمة من فرح، وتتهدج في صوتي هالات من الدعاء وأكف قلبي أرفعها بالصلاة.
يا الله كم في القلب تجيش المشاعر في هذه اللحظات التي حضرنا فيها نلبي نداء واجبنا الإعلامي تجاه أبطالنا في الحد الجنوبي، نحمل ميثاق الشرف الإعلامي لإيصال الرسالة إلى أبعد من أرض المعركة بأن نجران تنعم بالأمن والأمان وحرس الحدود يتحدى الحوثي، كما يترصد لعمليات تهريب المخدرات بأنواعها التي يقوم بها المتسللون للأراضي السعودية بغرض إفساد عقول شبابها.
لن أنسى ما حييت ذكريات هذه الرحلة القدسية.. وجه... حمادي السهلي، معيض وحابس العنزي ورفيقة الرحلة مريم الصغير والجميل الأنيق روحاً وخلقاً عبدالله الهتيلة.. أشرف العصيمي.. الشيباني والعلكمي وآخرين، مشاعر لا أقدر على وصفها، وربما بمشاهد من الفكاهة أستطيع التعبير عنها حين يقدر لنا أن نعود سالمين.
أقدر شجاعة رفقائي وقرارهم الجريء بزيارة الحد الجنوبي والالتقاء بأبطاله لرفع معنوياتهم بل لكسب الهمة العالية منهم ومشاركتهم أقدس اللحظات، معانقين هذا الوطن عناق الأوفياء المخلصين.
أرسل هذا المقال ونحن على مشارف الوصول لوجهتنا، حيث سنكون وجهاً لوجه مع حدود ساخنة يستميت الحوثي على الجهة الأخرى لاختراقها بدعم كامل من الفرس وأحزابهم في المنطقة. إن شاء الله سأقرأ هذا المقال معك عزيزي القارئ حين نعود ورفقاء الرحلة سالمين، غنيمتنا بضع ساعات قضيناها مع أبطال هذه الديار، وإن كتب الله لنا المضي إلى جواره فهذا قدرنا الأجمل الذي مضينا إليه طائعين.