عطية محمد عطية عقيلان
أدى اندماج شركة كريم مع أوبر إلى وجود نحو (400 مليونير) جديد ممن يعملون في شركة كريم، قد مُنحوا أسهمًا مجانية أثناء عملهم من التأسيس حتى نجاح الشركة وتوسعها؛ لذا تنبهت كثير من الشركات في مختلف دول العالم إلى أهمية الولاء والانتماء لموظفيها لتستطيع أن تحقق التوسع والانتشار؛ لتحصل على النمو والأرباح ورضا عملائها؛ لذا اهتمت الشركات، واتبعت طرقًا متعددة لتحقيق ذلك، منها:
- توفير البيئة الوظيفية الملائمة والرؤية الواضحة للعمل.
- التطوير والتدريب المستمر لهم.
- الحرص على علاقات صحية بينهم في العمل وخارجه.
- توفير أحدث التكنولوجيا والبرامج والأثاث المريح.
- التقييم العادل وفرص الارتقاء الوظيفي لكل مجتهد ومثابر وملتزم.
- التقدير المادي والمكافآت المحفزة.
- بعث الطموح لديهم بإمكانية تحقيق الارتقاء العادل عن طريق عملك دون أي اعتبارات أخرى.
فقصص تحول الشركات الناشئة إلى عملاقة في جميع دول العالم، ومن ثم انتشارها ونجاحها، كانت بسبب رئيسي: باتباعها مبدأ تقديم خدمة مناسبة وسياسة تحفيزية لموظفيها، ومنحهم (أسهمًا مجانية) كشركاء نجاح إيمانًا من مُلاكها بدورهم في نمو وتقدُّم شركاتهم، وعرفانًا بجميل تضحياتهم، بل إن هناك شركات بحثت عمن ساعدها، أو قدم نصيحة، أو صمم لها شعارًا في بداياتها، وبعد نجاحها كافأتهم كمساهمين في هذا الإنجاز بعيدًا عن مقولة إنه استلم مستحقاته كاملة، أو إنه لا يعمل مجانًا وإنما يستلم راتبه كاملاً دون نقصان، أو مماطلة، بل باتباع مبدأ النجاح أسهم فيه الجميع، ويستحق أن يحصده كل مجتهد ومثابر.
فتطوُّر الشركات وتوسعها لا يمكن أن يحدثا (إلى حد ما) بدون بيئة إدارية وتحفيزية لموظفيها؛ لذا تهتم الشركات بتنظيم رحلات ولقاءات دورية ترفيهية للاستماع إلى مشاكلهم، والحلول الأفضل لها، والعمل كأسرة واحدة؛ فنجاحها يشمل جميع أفرادها، وليس مُلاكها فقط؛ لذا نأمل بأن تشاع تجربة (شركاء النجاح) في شركاتنا العملاقة والناشئة؛ لأن ذلك يعود على مُلاكها المؤسسين بأرباح مضاعفة مع مساهمة إيجابية في مجتمعاتهم، وجذب الشباب للعمل في القطاع الخاص؛ ليحقق طموحهم بدلاً من الاعتقاد السائد بأنه يمص دمهم، وبأبخس الأثمان، وبلا أمان.. وهناك شواهد كثيرة في مجتمعاتنا على شركة عمرها أكثر من خمسين سنة، وبدأت شركات بعدها، وقدمت خدماتها للمجتمع، واستطاعت أن تتوسع حتى خارج البلاد؛ لأن أصحابها آمنوا باعتبار الموظفين شركاء نجاح، وتم التعامل معهم وتقديرهم على هذا الأساس، بل أعطتهم الفرصة لترؤسها، ومنحهم الوظائف القيادية بصلاحيات مطلقة، وأسهمت في تكريمهم بإطلاق أسمائهم على قاعات أو مبانٍ عرفانًا بعطائهم، مع منحهم أسهمًا كشركاء في هذا العمل.
فشركات النقل (سواء طائرات أو شاحنات أو عبارات) تحرص على تأمينها، والاهتمام بها، من خلال الصيانة الدورية، وإراحتها ساعات معينة لضمان استمرار عملها بدون عُطل أو ضعف.. فهذا حال الجماد والمكائن، فما بالكم بالعنصر البشري الذي يتأثر بالمعاملة والتقدير وبيئة العمل والأمان.. فلا يمكن أن تتحول الشركات إلى عملاقة ومنتشرة ومستمرة بدون التطوير والاهتمام والتقدير والتحفيز والمشاركة لهم بعيدًا عن استغلال حاجاتهم؛ لأنهم حتمًا سيتوقفون فجأة دون سابق إنذار؛ فلنحرص على سلامتهم وصحتهم وإشعارهم بالأمان لمصلحة الشركات قبل موظفيها.
وما يبعث على الأمل ما نراه من مبادرات الشركات، والعدوى الحميدة بين رجال الأعمال لتقدير موظفيهم وتحفيزهم، وجعلهم شركاء حقيقيين عرفانًا بدورهم وتحويلهم إلى رجال أعمال ونماذج إيجابية للعمل في القطاع الخاص.