فيصل خالد الخديدي
أحاديات تعاني منها الساحة التشكيلية عطلت كثيرا من القدرات وأقصت العديد من الطاقات الإبداعية ووجهت المسار لطريق وتوجه أحادي محصور في ثلة من الفنانين وقلة من الأسماء بأساليب فنية محدودة بل تجاوزت الأحادية الممارسة الفردية والاجتهادات الشخصية لتصل إلى المؤسسات الثقافية والفنية التي تعمل كلاً منها في معزل عن قريناتها بأحادية التوجه والاهتمام وبذات قائمة الأسماء التي تعنى بهذا الاهتمام والتوجه، وحتى المحدثة منها تعاني من بقايا سطوة بعض الأسماء والتي تحرك المؤشر عن بعد لتظل صورة الفن أحادية وفق قولبة ترى الفن بزاوية أحادية ومجموعة ألوان واحدة، وكأنما التنوع والاختلاف في زوايا الرؤية للمشهد التشكيلي بات مقلق ومهدد لكثير من المصالح التي لا ترى في الفن إلا فرصة تقتنص لو كان على حساب الصالح العام وعلى حساب جمال المشهد وتنوع ألوانه وإشراقاته المتعددة الأطياف، فلوحة الوطن فسيفسائية التكوين تقبل العديد من الألوان وتشرق بتنوع أجيال أبنائها وقادرة على احتواء جميع المستويات والاتجاهات بل أن تنوعها ميزة وثراء، فمن الظلم أن تطمس بلون واحد أو تساق لاتجاه أحادي، وحتى ترشيح اللجان التشكيلية والفنية عانت من غياب المنهجية وحضور العشوائية وأحادية التوجه وتكرار الأسماء أضف لذلك الملتقيات وماتعانيه من حضور ممل لنفس قائمة الأسماء بل امتد الأمر للتمثيل الرسمي الخارجي إما لأسماء محددة أو توجه أحادي يحضر بعينه في جل المشاركات والتمثيل الخارجي.
إن مثل هذه الممارسات الأحادية والتغييب لأسماء على حساب ظهور أسماء بشكل متكرر أمر مزعج في الساحة التشكيلية وليس مبالغ فيه بل حقيقة أصبحت ظاهرة ولعل خير شاهد عليها ماقاله أحد الفنانين المتمكنين أصحاب الخبرة والذي دعي مؤخراً لأحد الملتقيات المميزة وذكر أنه أول ملتقى يدعى إليه مع أنه متواجد في الساحة التشكيلية منذ خمسة وأربعين عاماً ولم يدعى لمتلقى قط، وفي المقابل تتكرر عدد من الأسماء لعشرات الملتقيات ومشاركات في أقل من عام دونما شيء يميزها إلا أحادية النظرة للمنظمين والعلاقات المتبادلة بين المشاركين.
* مونوكروم: الضوء الأحادي اللون ذو موجة واحدة وهو العمل أو الصورة أحادية اللون بتدرجات محدودة.