علي الصحن
يتابع الشارع الرياضي بشغف ما يدور هذه الأيام حول انتخابات الاتحاد السعودي لكرى القدم، ويتساءل عن الشخص المنتظر، وهل سيكون قادراً على ملء الكرسي الساخن الذي شغله هذا الموسم فقط أربع شخصيات لم يكن أي منها قادراً على إقناع الجميع، والدليل دائماً هو نتائج العمل، وما يتم على أرض الواقع.
مر الاتحاد هذا الموسم بجملة من المتغيرات والمنعطفات التي تعثر في كل منها، ومع أن (عزت والتمياط والفواز والسبيعي) تناوبوا على رئاسته، إلا أن الثمار لم تكن يانعة، ولم يكن هبوب الرياح بالاتجاه الذي يحبذه الجميع.
المتناقضات كان سيدة الموقف في كثير من القرارات، لم يكن هناك نظام واضح يستند عليه، وفي كل مرة كانت المبررات تختلف عن الأخرى، وهناك أسئلة ما زال الاتحاد عاجزاً عن الإجابة عنها (لماذا تستمر المنافسات أثناء مشاركة المنتخب في بطولة آسيا وتتوقف في أيام الفيفا -كيف يقال إن الدوري يجب أن ينتهي قبل بطولة أفريقيا- لماذا فشل الأخضر في تحقيق حضور جيد في البطولة؟ هل فتحت ملفات المشاركة في البطولة؟ وهل اتخذت قرارات مناسبة تضمن عدم تكرار الإخفاق من جديد؟ من الذي اتخذ قرار نقل مباراة النصر وأحد إلى المجمعة؟ لماذا أقيل كلاتنبيرغ؟ لماذا يتم ضغط مباريات فريق الهلال بهذا الشكل الغريب؟ لماذا رفضت احتجاجات الأندية بشأن تسجيل لاعبين خارج الفترة مع أن أنظمة الفيفا واضحة في هذا الشأن؟ لماذا تتباين عقوبات لجنة الانضباط وتفسيراتها للائحة المنظمة لعملها؟.... الخ) وهنا أعتقد أن أحداً لن يجيب عن هذا الأسئلة، وأن الإجابة عنها ستكون مجهولة حتى حين.
ثمة أمر مهم في اتحاد الكرة وهو أمر ليس وليد اليوم، لماذا تتكرر نفس الأسماء دائماً عند الحديث عن الانتخابات وإعادة تشكيل اللجان، والأمانة العامة؟ ولماذا تظل بعض الأسماء حاضرة، ويكرر ترشيحها في كل دورة رغم أنها فشلت غير مرة في الأعمال الموكلة لها؟ ولماذا لا يبحث القائمون على أمر الاتحاد عن أسماء جديدة تغير من روح العمل وتدشن هوية جديدة للاتحاد وتنقله إلى مرحلة مختلفة بدلاً من عودته إلى المربع الأول في كل مرة؟
ينتظر الرياضيون إدارة جديدة للكرة السعودية، ويتمنون أن تحضر أسماء جديدة ومختلفة عن تلك الأسماء المكررة والبلد -ولله الحمد- مليء بالكفاءات وبالمؤهلين علمياً وعملياً لإحداث نقلة مختلفة في الرياضة السعودية، وهناك من ينتظر الفرصة لتقديم خبراته في لجان الاتحاد وأعماله المختلفة، خاصة أن في كرة القدم السعودية كثيراً من الملفات المفتوحة والمهمة والتي تحتاج إلى حسم وجرأة واتخاذ قرارات حاسمة بشأنها، لاسيما وأنه لا توجد أي بوادر أو مؤشرات بأن الاتحاد الحالي سوف يتخذ ما يلزم ويقنع بشأنها.
ما حدث في اتحاد الكرة هذا الموسم يجب ألا يتكرر من جديد من أجل الكرة السعودية ومستقبلها، كثرة التدوير والتغيير أمر لن يكون في صالح الرياضة، والقرارات المتضاربة لا يمكن أن تصنع إدارة ناجحة ولو بأدنى معدلات النجاح.