فهد بن جليد
هذا الأسبوع حضر الإرهاب في ثلاث صور، تفجير في سيرلانكا أكَّد للعالم أنَّ الإرهاب يتلوَّن ويتشكَّل، والقضاء عليه مَهمَّة إنسانية تتطلب تكاتف جميع الدول والمُجتمعات والأنظمة للحدِّ منه ومن أضراره، وخالص العزاء لأسرتي المواطنين السعوديين اللذين وقعا ضحية لهذا الهجوم الإرهابي، ولجميع عائلات الضحايا الآخرين الذين سقطوا مهما كانت جنسياتهم أو مُعتقداتهم أو أعراقهم، فالإرهاب بغيض لا دين ولا وطن ولا عقيدة ولا مذهب له.
الصورة الثانية فيها من رسائل الشكر والتقدير الشيء الكبير لرجال أمنِّنا البواسل الذين تصدَّوا بكل احترافية وثقة للمُحاولة الفاشلة للهجوم على مركز مباحث الزلفي، وكيف استطاعوا القضاء على المُهاجمين المُغرَّر بهم، ما يؤكد الجاهزية التامة، والخبرة الكافية لدى أبطال رئاسة أمن الدولة للتعامل مع مثل هذه المواقف بكل براعة، وهو ما يزيد الأمان والطمأنينة لدى المواطن والمقيم في السعودية ويدعو للفخر والاعتزاز بهؤلاء الأبطال وتضحياتهم المُستمرة، خصوصاً مع إعلان إلقاء القبض على 13 إرهابياً آخرين كانوا يخطِّطون وينوون تنفيذ عمليات إرهابية.
أمَّا الصورة الأبرز فكانت تنفيذ أحكام الشرع بالقصاص وإقامة حدِّ الحرابة على عدد من الجناة الذين تورطوا في عمليات إرهابية، وتشكيل خلايا للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة الفتن الطائفية والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي ومهاجمة المقار الأمنية وقتل عدد من رجال الأمن غيلة، وخيانة الأمانة بالتعاون مع جهات معادية بما يضر بالمصالح العليا للبلاد، جرائم بعض هؤلاء الإرهابية وقعت قبل 12 عاماً، وهو ما يعني عملياً منحهم الوقت الكاف للوقوف أمام القضاء المُستقل بشرع الله، وأنَّ المملكة ليست دولة مُتعطِّشة لسَفْكِ الدماء، بل هي دولة تتمسَّكُ بشرع الله وتنفيذ القَصَاص الذي هو الطريقة الشرعية المُثلى لاجتثاث الإرهاب وقطع دابر الفساد، لا سيَّما وأنَّ بلادنا من أكثر الدول التي عانت من استهداف الإرهاب لها، وهي أوَّلُ من طالب بتعريف الإرهاب وناشدت العالم بمُحاربته والتصدِّي له، وهي عازمة بفضل الله وعونه على الوقوف في وجه المارقين والمُغرَّر بهم ما بين صور ثلاث شاهدها العالم هذا الأسبوع، (المواجهة الحازمة) كما حدث في الزلفي، (إلقاء القبض) على المتورِّطين قبل تنفيذ مُخططاتهم، (تنفيذ شرع الله) دون هوادة ولا مواربة كما حدث مع الـ37 إرهابياً، لتبقى بلادنا واحة أمن وأمان، فلا مكان فيها ولا مأوى للإرهاب وأهله.
وعلى دروب الخير نلتقي.