مها محمد الشريف
الإرهاب جرح غائر في جسد الأمم، ولم يكن سوى فكرة غامضة خلفها منظمون خطرون محرضون على تمرّد وعنف وقتل، والعملية الإرهابية التي استهدفت مركزاً أمنياً بمدينة صغيرة من هؤلاء الذين يشنّون موجات الجريمة معتقدين أنهم سيحققون هدفهم وتسفر عن فرقعة إعلامية تثلج صدور الأعداء، ولكن أثبتت المملكة بأنها جاهزة بقواتها الأمنية في كل شبر من المملكة في كل زمان ومكان.
وعند هذه المرحلة الحرجة التي تواجهها إيران من حصار وضغوط كبرى، لا شك أن العمليات الإرهابية ستزداد بالمنطقة وفي دول العالم فقد أصبحت بالرمق الأخير من عمرها، فهذه الحكومة مصنع الإرهاب تبوؤ مجرميها مناصبهم حسب مصالحهم وما تم في الزلفي هو تنفيذ لعملية مخطط لها ليست ببعيدة عن دوافع أعداء المملكة.
بصورة مباشرة يظل تاريخ الإرهاب مرتبطاً بتاريخ العنف السياسي، لذلك استمرت صناعة الإرهابيين بالمال القطري وسياسة طهران، ومعتقد الإخوان، فلا يكاد مصطلح «الإرهاب» يغيب عن أفكارنا أو أحداثنا اليومية إلا ويظهر في مكان ما في العالم، ومن الصعب أن تترك بلد مثل إيران في دعم الإرهاب دون ردع.
على الرغم من أن عقوبة الإرهابيين المعتادة هي الموت، والمحاكمات التي تصدر بحقهم الإعدامات لضرب عنق الإرهاب وإعادة هيكلة العقول لجميع الذين يفتقرون إلى الفضيلة الإنسانية، ومهما وجدت الأمم من عوائق وكوارث لن تتهاون بشأنه فذلك هو جوهر الخطر الإيراني على المنطقة وسيكون العقاب قريباً جداً بما أنها وسيلة ضرورية لتعزيز النظام الجديد لمكافحة الإرهاب وتكبيل أجندته بالعقوبات الأمريكية المفروضة لتجفيف منابعه.
كان هناك الكثير من التقارير حول الإرهاب والإرهابيين تحملها الذاكرة الحيَّة حول ما يتهدد السلم العالمي من الخطر الإيراني، على الرغم من عدد من الاتفاقيات الدولية لمكافحته والإسهام بفعالية في التصدي له وفق الأنظمة الدولية ومن هنا، قدمت هذه الضرورة الأساس لمواصلة الولايات المتحدة مراقبة النشاط الإيراني المثير للفوضى وعدم الاستقرار.
إن أياً كانت هذه التجاوزات الخطيرة لن تتكرر في حضرة أمن الدولة في السعودية التي ضربت بيد من حديد وتم خلالها مقتل 4 مهاجمين، وإصابة 3 من رجال الأمن بإصابات طفيفة، في إحباط هجوم على مركز مباحث الزلفى شمال الرياض، وأحبطت معه سلوك النظام الإرهابي الذي ارتبط بمفهوم الاستبداد والطغيان.