عطية محمد عطية عقيلان
غروب الشمس منظر أخّاذ يعشقه الكثير لمتابعته سواء في البر والبحر، وجماله أنه يعقبه إشراقاً معلناً عن بدء يوماً جديد يبعث على النشاط والحيوية. أتذكر غروب الشمس مع كل منظر مشع لكل من تجاوز الخمسين والستين والسبعين والثمانين وهم يمارسون أعمالهم أو هواياتهم أو لقاءاتهم الاجتماعية يعطونك أملاً بأن سنين حياتهم تغرب في منظر جميل ولكنهم ما زال يشرقون ويستمتعون في حياتهم ويقدمون ما يستطيعون بعيداً عن الاختباء خلف الجدران أو عدم الاهتمام بالنفس وما يبعث على التفاؤل أن الفائزين بجائزة الملك فيصل لهذا العام (2019) رغم تقدمهم بالعمر (جلهم فوق السبعين) وبكلمتهم التي ألقوها كانوا يتصفون بالحماسة والإصرار على العطاء وخدمة البشرية، فلا غرابة عند قراءة خبر صحفي بأن سيدة يابانية بدأت حياتها الفعلية في عمر 60 عاماً بعدماً تقاعدت من العمل وتعلمت استخدام التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر في التواصل مع زملائها وأصدقائها وبدأت في مرحلة جديدة من العلاقات.. وهي الآن في عمر 82 عاماً تطلق تطبيقات خاصة لكبار السن مع ألعاب خاصة بهم؛ فالحياة لم تتوقف مع التقاعد وكبر السن، فهم يقدمون نماذج إيجابية بأن الحياة تستمر وممتعه مهما بلغت من العمر.
لذا يمتعني أن أجد من كبار السن في النوادي يمارسون الرياضية، أو يتنقلون في معارض الكتب يبحثون عن كل إصدار جديد، يسافرون، يتفاعلون مع مجتمعهم يهتمون بهندامهم وشكلهم (بلا تفريط) يبعثون الأمل بأن كل غروب جميل يتبعه إشراقاً أجمل ما دام في الروح نفس، أحمد الله على انتشار مشاركة كبار السن في الأنشطة المجتمعية من ماراثون وحضور مباريات وفعاليات ثقافية وزيارة أماكن سياحية وطلعات برية، إنهم جوهرة المكان الذين يحيطون فيه ويبعثون برسائل إيجابية في العطاء والعمل، فأنا أطرب لكل مهتم بصحته وهوايته وعائلته وسيارته وهندامه فهو بذلك يشيع التفاؤل والأمل ويقدم دروساً مجانياً لكل من يقابله بأن الحياة جميلة استمتع بكل مباح فهي طريقة لشكر الله على نعمه، وأن في كل مراحل الحياة لها متعتها الخاصة ويجب ألا نتوقف عن ذلك مهما بلغنا من العمر ما دامت أيامنا تشرق.