حمد بن عبدالله القاضي
** يحضر الواحد منَّا عديداً من ورش العمل وعديداً من اللجان ويخرج منها أحياناً دون محصِّلة تثري موضوع هذه الورشة أو تلك اللجنة.
ذلك أن الحوار أو الحديث في بعضها يكون إما بعيداً عن الهدف أو جدلاً لا ينبت جدوى.
الاثنين الماضي حضرت ورشة عمل متميزة كان الحوار فيها هادفاً، ومداخلات المشاركين والمشاركات تصبّ بذات الأهداف التي عُقِدَت من أجلها وقد نظَّمها مجلس شئون الأسرة وكان عنوانها: «عمل المرأة بالقطاع الخاص: أبعاده الاقتصادية والاجتماعية»، كان حضورها متنوعاً ما بين مسؤولين من وزارة العمل ووزارة التجارة والاستثمار وأمانة الرياض وقطاع خاص وكُتَّاب رأي، فضلاً عن عدد من مسؤولي ومسؤولات مجلس الأسرة تقدَّمتهم الفاضلة أمينته العامة د. هلا التويجري التي افتتحت الندوة بكلمة معبرة بلورت فيها لأهداف الندوة ولدعوة مجلس شئون الأسرة لطيف متنوع لإثراء الورشة وللخروج بتوصيات تهدف لخدمة المرأة العاملة وإيجاد الحلول لها.
وقد تم فعلاً طرح كثير من المشكلات والتحديات التي تواجه المرأة العاملة وكان النقاش حولها شفافاً وملامساً للواقع، ومن أهم المحاور: ضرورة توفير بيئة عمل للمرأة تهيئ لها المناخ المحفِّز لها والمحافظ على كرامتها وعلى قيمها وقيم مجتمعها، وتم تداول بعض ما تواجهه المرأة من بعض مسؤولي الشركات من عدم احترام خيارها كلبس النقاب ونحوه.
كما تم حوار حول: مشكلة الإجازات للمرأة بالقطاع «الخاص» بالأعياد ورمضان، حيث لا تتجاوز بضعة أيام، والمرأة بوصفها أُمّاً لأطفال وزوجة ومسؤولة عن بيت تختلف ظروفها عن ظروف الرجل إذ تحتاج برمضان مثلاً إلى وقت للعبادة، بالإضافة إلى مسؤولياتها المنزلية، وأيام العيد يلزمها أن تسافر مع أطفالها فتكون قريبة منهم بفرحهم ولعبهم بمثل هذه المناسبات القصيرة، وقد قُلت أثناء مداخلتي: «إنني أدعو هنا إلى عدم مساواة المرأة بالرجل بالإجازات، فهي لها مسؤولياتها المنزلية والأسرية أكثر من الرجل الذي ليس لديه التزامات عائلية كبيرة بعد دوامه.
لا أستطيع أن أتطرق إلى كل ما تم بهذه الورشة ومكاشفاتها الإيجابية بين الحضور وبين المسؤولين الذين شاركوا فيها وعلى رأسهم وكيل وزارة العمل للتفتيش أ/ سطام الحربي الذي حاور بوعي وأبان عن مبادرات كثيرة للوزارة، بعضها تم البدء به وبعضها بالطريق، بهدف خلق جو مريح يوفر للمرأة الخصوصية مكانا وزمانا لتبدع وتُعطي بعملها وتقوم بواجباتها نحو أسرتها وشأنها الاجتماعي.
تحية لمجلس شؤون الأسرة الذي نظَّم هذه الورشة، بترتيب متميز وحضور متنوع، وقبلها اختيار موضوع هو حديث الكثيرين، وشكراً للمساعد التنفيذي بالمجلس أ/ هيلة المكيرش التي أدارت الورشة بنجاح وإتقان.
لقد توصَّلت الورشة والمشاركون فيها إلى توصيات وآليات علمية لم تُبن على تنظير، بل انطلقت من ميدان العمل ومن رؤى شارك فيها سيدات موظفات، مع مسؤولي حكومة وقطاع خاص وأصحاب رأي.
***
=2=
آخر الجداول
لولا وجود المرأة لأضحت الحياة قاسية كالحجر..
مجدبة كالقفر..