تونس - واس:
أكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان أن ضرر الجرائم الإرهابية لا يتوقف عند ضحاياها الأبرياء فقط، بل يتعدى ذلك مخلفًا أعباءً نفسيةً وكلفةً اجتماعيةً على عائلاتهم وعلى المجتمع المحيط بهم؛ وهذا يستدعي تعاون الجميع من أجل تخفيف معاناة الضحايا وأسرهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم.
وقال معاليه في كلمة بمناسبة احتفاء الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مع الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية، باليوم العربي للتوعية بآلام ضحايا الأعمال الإرهابية ومآسيهم الذي يصادف الثاني والعشرين من شهر أبريل لكل عام: إن هذا اليوم يمثل فرصة للتوعية بآلام ضحايا الأعمال الإرهابية ومآسيهم، ومناسبة لتشجيع جميع المبادرات التي تقوم بها الجهاتُ الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بهدف التخفيف من مصابهم.
وأضاف: إن آثار الجرائم الإرهابية قد تعدت الاعتداء على الأنفس والممتلكات إلى تأثيراتها النفسية وأذاها الاجتماعي والأسري، وأصبحت تخلف نزيفًا مستمرًّا في عمق المجتمعات المتضررة، خاصة مع ما يكرسه الإعلام الإرهابي في النفوس من استلهام وتسويقٍ لتلك العمليات الإجرامية، التي طالت آلاف الضحايا بين قتيل ومصاب، وشملت الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشاد معاليه في السياق بالجهود الحثيثة التي ما فتئت تبذلها الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب والتحسن الكبير في الحد من جرائمه الشنيعة في الأعوام الأخيرة، معربًا عن الاستشعار بمرارة آلام ضحايا الأعمال الإرهابية ومآسيهم من الأبرياء الذين طالتهم يد الغدر الإرهابي، والوقوف مع عائلاتهم وأسرهم في مواجهة الآثار الناجمة عن هذه الجرائم، من وَفَيَات بشرية وإصابات جسدية وصدمات نفسية ودمار للممتلكات المادية.
وأكد الدكتور كومان أن مجلس وزراء الداخلية العرب يولي اهتمامًا بالغًا للتوعية بآلام ضحايا الأعمال الإرهابية ومآسيهم، ويتخذ إجراءات خاصة لذلك منها: وضع برامج ومواد إعلامية منوعة في مجال التوعية الأمنية وتعزيز إسهام المواطنين في التصدي للأعمال الإرهابية، تنفيذًا لبنود الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، إلى جانب تكليف المكتب العربي للإعلام الأمني التابع للأمانة العامة بإعداد برامج ومواد إعلامية للتوعية من الأخطار الناجمة عن الأعمال الإرهابية وما تخلفه من آلام ومآسٍ.
ومضى يقول: «تتجاوز جهود مجلس وزراء الداخلية العرب الجانب التوعوي إلى الجانب الرعائي الذي تتجلى من خلاله التدابير الملموسة التي تتخذه اللإحاطة بضحايا الأعمال الإرهابية من منسوبي الأجهزة الأمنية العربية وأسرهم، ومن بينها بحث إنشاء صندوق تضامن أمني عربي لتغطية نفقات الإحاطة الطبية والاجتماعية والنفسية بالمصابين من رجال الشرطة والأمن العرب وأسرهم، وتصور نموذجي لهيكل تنظيمي لقسم مختص بالإرشاد النفسي في الأجهزة الأمنية يضم متخصصين اجتماعيين ومرشدين نفسيين تكون لهم القدرة على مساعدة الضحايا على تجاوز آلام الإرهاب ومآسيه».
وثمّن معاليه عاليًا الجهود الكبيرة التي قامت بها الدول العربية لمساعدة ضحايا الأعمال الإرهابية والتخفيف من آلامهم انطلاقًا من دعمهم ماديًا ومعنويًا، والتكفل بعلاجهم وتقديم العديد من الامتيازات لهم، والتي شملت رواتب شهرية ومنحاً دراسية لأفراد أسرهم وتقديم أوسمة الدولة تكريماً لشهدائهم، حاثاً مختلف المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني بتطوير جهودها التوعوية من خلال عقد الندوات وتنظيم الاحتفالات للتذكير بمعاناة الضحايا وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والمادي لهم.