م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. في الحياة إما أن تحب العمل أو ترجو ثوابه.. والمحظوظ هو الذي يحب ما يعمل.. والأوفر منه حظاً هو الذي يعمل ما يحب.. والكتابة من المهن التي لا ينجح فيها إلا من يحبها.
2. الكتابة إذا بدأتها وهي في بالك مجرد موضوع أو شكل عام.. فإنها تمضي بسلاسة.. لكنها تطول جداً.. أما إذا بدأتها وفق خطة تلتزم بها.. فهنا تكون الكتابة أصعب.. لكنك تتحكم في طولها والأهم من ذلك عمقها.
3. الكتابة عمل يستغرق وقت وجهد الكاتب بالكامل.. لأنها امتداد لحديثه الداخلي.
4. الكاتب حينما يكتب يشعر أنه في حصن حصين.. يصول ويجول وحده.. لا يراه أحد ولا يرى أحداً.. ولا يبالي لأمر أحد.. فهو: المسيطر وهو الحارس وهو صاحب القرار ومتخذه.
5. هناك من يكتب لأنه يحب أن يواجه الأشخاص والأحداث في عالمه الافتراضي.. وهناك من يبحث عن كيانه ووعيه وفهمه للحياة والمحيط.. هناك من يكتب ليهرب أو يُحَلِّق أو يُطَمْئن نفسه المضطربة.. وهناك من يكتب لأنه يريد أن يخلق عالمه الفاضل أو المثير الذي ينتصر فيه الحق دائماً وينهزم الباطل.
6. حسب مزاج الكاتب تكون الكتابة غامضة أو تكون سافرة.. وأحياناً تكون أنيقة أو تكون مهلهلة.. ولكل حالة دلالة ومعنى مقصودٌ.
7. الكاتب يكتشف نفسه حينما يكتب عن ذكرياته التافهة التي يواريها حتى لا تظهر.. أو أسراره الدفينة التي لا يريدها أن تُعْلن.. أو مشاعره العميقة التي عليه أن يدلي بدلوه إلى قاع بئر نفسه حتى يغترف منها المسكوت عنها.
8. كاتب المقالة التوثيقية قانونية أو سياسية أو إعلامية يحاول ربط الكلام الطائر في الهواء بالأرض.
9. كاتب الرواية يحاول أن يوثِّق أحداثاً لم تحدث قط إلا في مخيلته.. وأن يشهد على أمور لم تحصل قط إلا في هواجسه وتصوراته.. وأن يكذب بكل صدق.. وأن يؤمن بعمق أن الحبر أقسى من الحجر في ذاكرة التاريخ.
10. الكاتب لا يتوقف عن الكتابة بإرادته.. وإذا توقف يكون ذلك لظرف شخصي قاهر ليس له علاقة بالكتابة.. فالذي يتوقف عن الكتابة بإرادته ليس كاتباً أصلاً.
11. الكتابة تعلم الكاتب التفكير الناقد.