فهد بن جليد
مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان المبارك، ظهرت ملامح ديكورات وزينة رمضان، التي يبدو أنَّها هذا العام ستطال حتى صحون الشوربة و(فناجيل) القهوة على سُفَر الإفطار، بحكم أنَّ أي موضة تصِلُ مجتمعنا نُسرِف ونُبدع في التفنُّن فيها، لتُصبح خياراتنا فيها أوسع من خيارات من بدأها أصلاً، فرغم أنَّ زينة رمضان كانت (محظورة اجتماعياً) من بضع سنوات رُبما (لعلِّة دينية)، وكانت تقتصر في حدود ضيقة على بعض المحلات أو المطاعم والفنادق وشوارع الحواري والبيوت -باستحياء- في مكة والمدينة وجدة التي كانت تضع فوانيس وزخارف محدودة على الجدران وفي المداخل، للدلالة عن وجود برامج وبوفيهات رمضانية، بعكس ما يجده المتجوِّل اليوم في الأسواق - حتى الشعبية منها- عندما يكتشف أنَّ زينة أو ديكورات رمضان آخذة في الانتشار والقبول والتوسع لتمنح المنازل والمكاتب والمحال التجارية والفنادق والمطاعم خصوصية (جديدة قديمة) بين القبول والرفض لأيام وليالي الشهر الفضيل!.
كما اختلفت الروايات حول بداية تزيين وإضاءة المساجد في شهر رمضان، وهل هي في عصر عمر أم علي - رضي الله عنهما- اختلف المؤرخون أيضاً حول بداية تزيين الدور والطُرقات لاستقبال رمضان والاحتفال به، إلاَّ أن العصور المُتأخرة شهدت عادات وطقوس مُختلفة للمُجتمعات الإسلامية والعربية، لعلَّ أحدثها (الزينة المودِرن) التي حدثتكم عنها في مقال نشر هنا في 06 مايو2017 بعنوان (بعد المقاضي احذر موضة ديكورات رمضان)، وكنت احذر فيه من (لعنة) أصابت ميزانية الأسر العربية والإسلامية للاستعداد لشهر رمضان، وأعلق على التأثير الاقتصادي والإرهاق المالي لها لو أصابت ميزانية الأسرة السعودية، في حال تأثرنا بموضة الزينة، التي بدت ملامحها تتضح بالفعل.
لا أتحدث هنا عن صواب أو خطأ مثل هذه المظاهر التي تشكل (ثالوثاً) يكثر الحديث عنه في رمضان مع موضة (الموائد والبرامج التلفزيونية)، فما يهمنا مهما تغيرت واختلفت المظاهر والعادات أن تبقى روحانية الشهر الفضيل حاضرة، لتفهم كل الأجيال المُتعاقبة أنَّه شهر طاعة وعبادة، فيه الصبر والتكاتف والتعاضد والإحسان والتعبد والتقرب إلى الله، مهما كثرت الفوانيس، أو امتدت الموائد، أو تعددت البرامج والمُسلسلات، فالتأكيد على ذلك وتعزيزه في نفوس الصائمين أهم - برأيي- من الانشغال في مواجهة ورفض أي مظاهر اجتماعية؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.