لا يخفى على من يتابع الشأن الاقتصادي المكانة التي يعمل عليها شركاء برنامج تطوير القطاع المالي بالمملكة ممثلاً بكل من مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية ووزارة المالية لإبراز السوق السعودية دولياً كونها أكبر سوق مالية في منطقة الشرق الأوسط. وما نصت عليه رؤية 2030 أن تكون المملكة مركزاً إقليمياً للقطاع المالي. ولعل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمؤتمر القطاع المالي الذي ينطلق اليوم ليكون منصة سنوية تجمع المهتمين بالقطاع المالي من القطاعين الخاص والعام لهو تفعيل حقيقي للوصول إلى أهداف الرؤية المباركة التي يقود دفتها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -.
إن الاهتمام العالمي الكبير بموضوع التكنولوجيا المالية مبرر بسبب ارتباطه الوثيق بالشمول المالي والتنمية الاحتوائية والمستدامة التي تسعى إليها كل الدول بما فيها وطننا الحبيب. فكل المؤشرات توكد أن قطاع التكنولوجيا المالية سيشهد نمواً كبيراً في السنوات القادمة وسيزيد حجم الاستثمارات فيه بشكل كبير.
ويمكن تعريف التكنولوجيا المالية (الفنتك) بأنها إدخال التكنولوجيا إلى الخدمات المالية والمصرفية التقليدية بهدف تحسين نوعيتها وقدرة الوصول إليها. ويمكن ملاحظة دورها بالمدفوعات وحلول الإقراض التي تقدّمها منصات التمويل الجماعي وشبكات الإقراض المباشر وحلول الدفع وتدوير المال. فمن خلال تكنولوجيا المدفوعات بات دفع الفواتير وتحويل الأموال داخلياً وخارجياً أسهل وأسرع. وهذا ما نسعى إليه من خلال تطبيق «سددلي» للدفع الإلكتروني (SADDIDLY) بأن نخلق فرصاً لكل من المستخدمين الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة فيما بينها وفيما بينها وبين عملائها سواء كانوا مستهلكين أو موردين. فمن خلال تقديم خدماتنا لهذه الفئات نأمل أن نحقق الكثير من الفوائد للعملاء الأفراد والشركات والبنوك والاقتصاد:
أولاً: نمو التجارة الرقمية للمؤسسات والتجار والمستهلكين والإسراع في التوجه نحو الاقتصاد غير النقدي من خلال رقمنة المدفوعات الإلكترونية وهو ما يساهم في دمج الاقتصاد الموازي بالاقتصاد الرسمي.
ثانياً: تتمثّل في زيادة الطلب على خدمات التجزئة البنكية والخدمات التمويلية، وكذلك نشر الخدمات البنكية وتحقيق الشمول المالي والتيسير على العملاء والوصول لفئات جديدة من غير المتعاملين مع البنوك وتحفيزهم على التعامل مع الجهاز البنكي ما يسهل عليهم الاطلاع على باقي الخدمات والمنتجات البنكية والتمويل.
ثالثاً: تتمثّل في زيادة إنتاجية العاملين، ورفع الكفاءة التشغيلية من خلال نشر المعرفة الرقمية، ما يسهل خدمة العملاء وفق معايير الجودة العالمية.
وكلنا أمل بحول الله أن يكون تطبيق «سددلي» خطوة نحو مواكبة التحول الرقمي في المملكة، والتحول نحو مجتمع غير نقدي وفق رؤية 2030، ووفق تنظيمات مؤسسة النقد العربي السعودي، وتقديم خدمات التكنولوجيا المالية بكل احترافية لقطاعَي الشركات الأفراد بالسوق السعودية وخارجها.
** **
المهندس محمد الطليعة - المدير التنفيذي