محمد المرواني
لأول مرة منذ انطلاقتها تشهد البطولة العربية نجاحًا كبيرًا بل منقطع النظير كما خطط له، وسقط الكبار، ولم يبقَ إلا الهلال والنجم الساحلي بآخر المشوار. نجح المستشار تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي بوضع بصمة له منفردة العنوان صعبة المنال.. راهن على الكسب بفريقه الناجح جدًّا: طلال آل الشيخ مدير البطولة ومهندسها وأمينها العام د. رجاء الله السلمي الذي لعب أدوارًا عديدة؛ ليكون النهائي كرنفالاً رائعًا بضيوفه وبجمهوره وملعبه، وراعي البطولة وكأسها الجميل بالوفاء باسمه شيخ العرب زايد - رحمه الله -. نعم، اختار فريق العمل كل شيء بعناية: بالجوائز القيمة، وبطريقة البطولة.. وإن ظلم الوقت ممثل الوطن بيوم الختام.
الآن ماذا بقي لكي ننجح؟ أكثر الدلائل تؤكد أن الرئيس اختار الاسم الفخم (الملك محمد السادس) ليكون عنوانًا للبطولة القادمة؛ ليكون لعرب إفريقيا عنوانٌ مع المجد لمن يريد الظفر به. معالي المستشار أعطى الدعم بكل أنواعه ماديًّا ومعنويًّا وحتى سياسيًّا، والأكيد أن السلبيات دُرست، ووُضعت الحلول لتكون الاستمرارية أكثر نجاحًا للبطولة. وأنا أتكلم كمختص نجحت في أغلب أدوارها تحكيميًّا، وإن كان التحكيم بطبيعته لا يخلو من الأخطاء، وإن كانت الردود طبيعية ما عدا مباريات قليلة، ولكن كان يجب في النهائي اختيار حكم على وزن ثقيل مع حكام الفيديو، وليس تكريم حكم إماراتي على حساب البطولة؛ فهذا الزمن قد ولى.
قد يقول أحدكم إنه حكم نخبة، واختير لكأس العالم. وأقول: مع الأسف، بآسيا برنامج النخبة دراسي، وليس برنامج مواهب؛ والدليل ما شاهدناه من مستوى تحكيمي غريب (صاحب شغلتين ما ينجح).. ولا نريد إكمال المثل.
إذا ما أردنا النجاح فخليل جلال يجب عليه الاختيار إما رئيسًا للحكام العرب، أو رئيسًا للجنة الرئيسية للحكام هنا؛ لكي يُستفاد منه، ويركز على مهامه.
* * *
نجح أُحد في إنجاح بطولة البلاي أوف بمستواه، وحصده البطولة، وفشلت جماهيريًّا وإعلاميًّا بصالة لا يمكن أن تصنف من منشآت المملكة العربية السعودية. ومن المعيب أن يشاهدنا الأشقاء والجيران بمثل هذه المنشأة التي تنفع لتمارين، وبعض المباريات، وليس النهائيات. وأنا متأكد لو حضر رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي التتويج مثلما حضر تتويج الطائرة لربما يحاسب من وضعها بهذا المكان. كان من الممكن أن تكون بالدمام أو بضيافة النصر أو الأهلي حيث الإمكانيات إن كانوا لا يرغبون بإعطاء أُحد حقه بوصفه متصدرًا للاستضافة، ومع الأسف اتحاد السلة يغضب من النقد، ويريد المدح، نحن هنا من أجل الوطن وليس من أجل المسؤول!!
* * *
قربت نهاية الدوري وكأس الملك، ونحن بحاجة إلى حكام بوزن سكومينا وماجيتش وكاساي وشاكير، ولسنا بحاجة إلى نيوزلندا وإفريقيا وما رخص ثمنه وقلّت كفاءته. مباريات الهلال والنصر تحتاج إلى عدم فرض رأي من الأندية بل لفرض حكم يملك الشجاعة والخبرة لاتخاذ القرارات المهمة، وإلى حكام فيديو يعرفون مهامهم جيدًا.
* * *
اختيار سبعة براعم لمعسكرات منتخب الوطن من نادي أُحد يؤكد أن القاعدة الأحدية بخير. أُحد الذي ينافس الهلال فقط الذي حصد بطولات الطائرة، وأُحد السلة. وإذا ما نظرنا إلى الواقع لم يوفَّق الأحديون بالفريق الأول، ولكنهم حققوا إنجازات كبيرة بالسلة وبالفئات السنية التي هي مستقبل النادي.
بيرق جهينة
عندما يبذل الرجل المال والوقت والجهد من أجل شباب الوطن فهو يرد جزءًا من جميل هذا الوطن عليه. وما يقوم به الشيخ طلال بن غنيم (بيرق جهينة) للمجتمع، يُذكر فيشكر؛ فهو داعم للشباب المبدعين بينبع عندما قدم لنادي رضوى بطل منطقة المدينة خمسين ألف ريال، وعندما يقيم كل عام دورة بالصيف ورمضان بينبع وتبوك بمبالغ تتجاوز 250 ألفًا لكل دورة كرؤية؛ وهو ما يعطي لمثل هذه المناطق نشاطًا تستحقه بعد أن عجزت أنديتها عن تحقيق الصعود لضعف الدعم المادي.
(بيرق جهينة) يقدم الكثير من الأعمال الداعمة للوطن بكرة القدم وغيرها. ولعل رعايته الكبيرة حفل الخريجين من ضباط الوطن دعمًا لهم لخدمة وطنهم ومليكهم كان له الأثر الإيجابي في نفوسهم التي تنبع بالحب والوفاء للوطن الكبير.
خاتمة: نسي المتحدث الرسمي التهنئة. ليست مشكلة، ولكن المشكلة الكبيرة أن العمل ضائع، وكلٌّ يبحث عن نفسه، ماذا له؟ وكيف سيكون مستقبله؟