لا أحد ينكر الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة العامة للمرور من مديرها لأصغر موظيفها (رتبة عسكرية وليس قدراً)، فجهودهم واضحة للعيان، فهم يبذلون الجهد الكبير من أجل سلامة الجميع، ولعلهم يتقبلون بعضاً من مقترحاتي بصدر رحب، وبتنفيذ تجريبي لفترة معينة.
لا شك أن رفع قيمة المخالفات أمر إيجابي فلم يولد مواطنو الدول المتقدمة ملائكة!! (كما يضرب البعض بهم المثل دائماً) بل إن الغرامات العالية هي من جعلتهم يحترمون النظام أشد الاحترام، فلم يعُد للعشوائية والاستهتار مكان بينهم، ومن هنا أصبح رفع قيمة بعض المخالفات رادعاً قوياً للمستهترين وإني أعتبره قراراً جيداً من قبل إدارة المرور.
ولكنني هنا أتمنى أن تكون هناك مرونة ممزوجة بالمكافأة لبعضهم، فهناك مخالفات تشكل الخطر على الآخرين ومنها السرعة الجنونية وقطع الإشارة وعكس السير والتفحيط وغيرها، فلا تهاون مع هذه المخالفات، وهناك مخالفات لا تشكل خطراً على الآخرين فلو وضع قانون (الالتزام يعني حذف المخالفة) فمثلاً مخالفة التظليل وربط الحزام والسرعة بنسبة لا تتجاوز 10% فلو تم قيد المخالفة للشخص ومر زمن لا يتجاوز الستة أشهر (تحدده إدارة المرور) ولم يرتكب صاحب المخالفة أي مخالفة مهما كانت فإن المخالفة الأولى تحذف مباشرة عبر النظام كمكافأة على انضباطه طوال الفترة السابقة، ولو حُررت مخالفة أخرى تثبت عليه المخالفتان بلا تهاون.
والمقترح الآخر هناك مخالفات لا يعلم عنها صاحب المركبة مثال سير المركبة بلا لوحة (قد تكون سقطت قبل فترة قصيرة دون علمه)، وتعطل أحد الأنوار الخلفية أو الأمامية (وليس كلاهما)، فالأنوار تتعطل فجأة ولا يعلم صاحب المركبة متى ستتعطل!!، فمثل المخالفات عندما ترصد يوضع لها زمن قصير معين لا يتجاوز العشرة أيام، فإن لم ترصد مخالفة ثانية لنفس المخالفة تلغى آلياً، وإن رصدت أخرى تُرصد مخالفتين لأنه لم يبادر بإصلاحها.
كلي أمل من الإدارة العامة للمرور أن تراعي ما تم كتابته، لأن أسلوب المكافآت أسلوب ناجح في حال عدم الضرر بالغير، وكذلك تقدير جميل من الإدارة تجاه بعض المخالفات التي تحدث فجأة بلا علم صاحب المركبة.
وختاماً كل الشكر والتقدير لرجال المرور على ما يقومون به من جهد وتفان في سبيل تنظيف شوارعنا من المستهترين والمتهورين.