خطوة في الاتجاه الصحيح تحسب لوزارة الصحة، وذلك باعتمادها يوم سنوي للزواج الصحي، واختيار 21 فبراير من كل عام للتوعية من أجل الإسهام في رفع الوعي بأهمية فحص ما قبل الزواج لأمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية.
وزارتا الصحة والعدل نفذتا التوجيه السامي الكريم بعدم إجراء أي عقد نكاح إلا بعد أن يتم فحص الزوجين، والكشف عليهما طبياً، وتعميد مأذوني الأنكحة بذلك، ولايختلف اثنان في أهمية هذا الإجراء الذي لقى صدى طيبا في أوساط المجتمع.
وقد بلغ عدد المفحوصين منذ البدء في البرنامج قبل 15 عاماً وحتى الآن أكثر من 4.341.620 مواطنًا ومواطنةً، وتم اكتشاف ما يقارب 260 ألف حامل ومصاب لأمراض الدم الوراثية المشمولة في البرنامج؛ كما شهد البرنامج تطورًا ملحوظًا في استجابة الأزواج غير المتوافقين وراثيًا، بحيث وصلت إلى 70 % مما يدل على وعي المجتمع بأهمية التوافق الوراثي، وكانت نسبة الشهادات الصادرة لحالات عدم التوافق هي 1 %.
وفي تصوري الشخصي أن وضع يوم سنوي للزواج الصحي يجب أن يصاحبه فعاليات تعد بشكل جيد لتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج تشترك فيها مع الصحة كل القطاعات المعنية كالعدل والتعليم والإعلام وغيرها من القطاعات ذات العلاقة حكومية وأهلية، وتتضمن محاضرات وندوات توجه لفئات الشباب والفتيات وأولياء الأمور، ومن الأهمية بمكان اختيار الوقت والمكان المناسبين للتنفيذ.
إن برنامج الزواج الصحي وطني مجتمعي توعوي وقائي، حري بالجميع التعاون والالتفاف مع وزارة الصحة التي تسعى من خلاله إلى الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا - المنجلي)، وبعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد ب/ج ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، بالإضافة إلى نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
ويتولى برنامج الزواج الصحي تقديم خدمة فحص ما قبل الزواج من خلال 140 مركزًا لفحص ما قبل الزواج بالمملكة، حيث يتم إجراء الفحص للمقبلين على الزواج، لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا)، وبعض الأمراض المعدية (الالتهاب الكبدي الفيروسي ب وج، نقص المناعة المكتسب «الإيدز»)، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر في الزواج، أو الأبناء، في المستقبل، وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين، من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيًا.
وفي هذا المقام نذكر بأهمية عمل الفحوصات الطبية الدورية للجميع في المراكز والمستشفيات المتوافرة في بلادنا. حفظ الله الجميع، ومتعهم بالصحة والعافية. دمتم بخير.