يقول الشاعر: (كلُّ ابنِ أُنْثى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ ** يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ). رجل الوطن المخلص، رجل حافل بالمنجزات، يشهد له كل الوطن حين كان وزيرًا خدم الدولة في وزارتَيْ التجارة والمالية.
تقلد مناصب كثيرة عدة، مناصب متنوعة في الرياضة والمالية، وفي أروقة جامعة الملك سعود.. والكثير.
رحمه الله مثال يُقتدَى ببُعد النظر والحنكة والتواضع وحب الناس.
المرحوم -بإذن الله- كان موته فاجعة، هزّت القلوب والعقول؛ فهو من يُشهد له بالخير والوفاء.
المرحوم -بإذن الله- من مواليد محافظة عنيزة بمنطقة القصيم، وحصل على بكالوريوس تجارة وعلوم سياسية من جامعة القاهرة، وماجستير علاقات دولية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ودكتوراه علاقات دولية من جامعة جونز هوبكينز بمدينة بالتيمور بولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.
لا أخفيكم أمرًا: إنني كنت أحد طلابه في كلية التجارة في نهاية السبعينيات.. كم كان مخلصاً محبوباً.. كان حمامة سلام حين كان يفض الخلافات بين دكاترة الكلية، وعلى رأسهم المرحوم -بإذن الله- الشاعر الوزير السفير غازي القصيبي.
المرحوم -بإذن الله- له سجل حافل بالإنجازات الإدارية، حافل بالثقافة من خلال مقالته الأسبوعية في مجلة اليمامة، حافل بالإعلام حين كان مقدمًا لبرنامجَيْن تلفزيونيَّيْن، هما نحن والعالم وأضواء على الأنبياء.
حافل بالاستشارات، حافل بعضوية الكثير من الجهات الحكومية والخاصة؛ فهو ابن الوطن المخلص الذي ترك بصمات واضحة في كل عمل قام به؛ فيُشهد له بالأمانة والإخلاص والنزاهة.
كم هو جميل أن يخلد اسم المرحوم، ويُعنون في الكثير في أرجاء الوطن؛ فهذه الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية) بمركز الملك فهد الثقافي أبرمتْ اتفاقية لإنشاء صندوق باسم معالي الدكتور سليمان السليم -رحمه الله- لعلاج مرضى القلب من ذوي الدخل المحدود الذين ترعاهم الجمعية.
وهذه مبادرة جميلة وعطرة؛ إذ تم توقيع اتفاقية مع الدكتورة لميس سليمان السليم، تهدف إلى تخصيص مبيعات كتابها الموسوم (العندليب الصامت) لصالح صندوق معالي الدكتور سليمان السليم -رحمه الله- لعلاج مرضى القلب بالجمعية.
كان المرحوم -بإذن الله- نموذجًا لاحترام الذات والتواضع والإخلاص.
رحم الله الفقيد.. والتعازي الصادقة للوطن ولأسرته الكريمة.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.