في ظل التغيرات السريعة في وقتنا الحالي وسرعة انتشار المعلومات والشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي فإن المؤسسات الحكومية والمنظمات معرضة حتميًا للأزمات والكوارث، وهذه الأزمات من الممكن أن تكون بسبب داخلي أو خارجي أو أزمة عرضية بسبب كوارث طبيعية خارجة عن الإرادة البشرية كالزلازل والفيضانات والأعاصير، ومن أنواع الأزمات والأكثر خطرًا على المنظمات ما ينتج بسبب قلت خبرة موظفي إدارة العلاقات العامة في التعامل مع أزمة ما ويؤدي ذلك إلى أزمة أخرى، وعدم السيطرة على الوضع ولذلك فإن عدم التنبؤ والاستعداد للظروف المستقبلية وتشكيل فريق عمل قادر على بناء استراتيجية وخطط عمل للعلاقات العامة في الأزمات للتصدي لأي خطر قد يمس المنظمة وسمعتها وصورتها الذهنية للخروج من الأزمات بالشكل الصحيح قد يؤجج الأزمة، وسأتكلم في هذا المقال عن أهمية إدارة العلاقات العامة وموظفيها لمواجهة الأزمات.
ونظرًا لأهمية العلاقات العامة في ضوء التحولات المعاصرة مع رؤية المملكة 2030 حيث تعد إدارة العلاقات العامة من أهم الأدوات المساهمة في دفع عجلة المنظمات لتحقيق أهداف وبرامج رؤية 2030 ومواكبة تغيراتها وذلك لقدرتها في التأثير على الجمهور الداخلي والخارجي لقربها منهم، فقد أولت الأجهزة الحكومية والمؤسسات والقطاع الخاص اهتمامًا بالغًا في عمل إدارة العلاقات العامة من حيث الوظيفة والمهام الموكلة إليها حتى أصبحت مهام إدارة العلاقات العامة أعم وأشمل وعلى اتصال دائم بالجمهور وذلك لقياس آراء الجمهور ورفع مستوى وعيه وتحليله وفهمه للتمكن من معرفة التعامل معه في حال الأزمات وكسب ولائه وتثقيفه وتعزيز ثقته وقناعاته برؤية ورسالة المنظمة.
وتعد إدارة العلاقات العامة في الهيكل الإداري من الإدارات التي تتصل مباشرة بالإدارة العليا وتؤثر في صنع القرار في المنظمات لأهمية دورها في المنظمة. ولذلك تهتم الإدارات العليا الواعية والناجحة بوجود فريق عمل لإدارة العلاقات العامة مختار بعناية ومشكل من عدد من الخبراء والاستشاريين والمختصين في العلاقات العامة ومجالاتها. وتكمن أهمية إدارة العلاقات العامة كونها هي الوجه المشرق للمنظمة خارجيًا وداخليًا وهي التي تعنى في تنظيم حملات العلاقات العامة وترسم الخطط والتكتيكات الاستراتيجية لبناء سمعة جيدة وصورة ذهنية متميزة للمنظمة، وبناء علاقة مفيدة مع أصحاب المصلحة وكسب ثقة الجمهور الداخلي والخارجي.
ومع تطور وتنوع مهام عمل وإجراءات إدارة العلاقات العامة فإن مهمة إدارة الأزمات أصبحت من المهام الرئيسة التي تقوم بها إدارات العلاقات العامة في المنظمات، وذلك بالتعامل مع الأزمات وإعطاء المعلومات والبيانات اللازمة لوسائل الإعلام ولأصحاب المصلحة داخليًا وخارجيًا وبناء علاقة وقناة تواصل بين المنظمة والجمهور المتأثر لاحتوائه وتحليله في وقت الأزمات، وهذه العلاقة إذا ما بنيت على المصداقية والثقة والمعلومات الصحيحة والشفافة مع الاحترافية في التحفظ على المعلومات السرية فإن إدارة العلاقات العامة سوف تكسب الجمهور وتقي المنظمة من الأخطار والأزمات والكوارث وسوف تكون قادرة على الاستفادة من الأزمات حال حدوثها ومهيأة لجعل الأزمة فرصة لكسب ثقة الجمهور وأصحاب المصلحة وتعزيز ولائهم وبناء سمعة ورسم صورة ذهنية مميزة وسمعة إيجابية للمنظمة.
وللتأكيد على أهمية مجال العلاقات العامة في وقتنا الحالي تقوم الأجهزة الحكومية والمؤسسات والشركات وأيضًا الجامعات بالمشاركة وبتنظيم منتديات وملتقيات وندوات علمية مختصة في العلاقات العامة، وقد استضافت الهيئة الملكية في الجبيل الأسبوع الماضي الملتقى الرابع للجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان «سابرا» بعنوان» العلاقات العامة والأزمات.. الأدوار الاستراتيجية» وقد أقيم هذا الملتقى لمدة يومين مع ثلة من المستشارين والأكاديميين والمختصين في إدارة العلاقات العامة والإعلام وقد غطت جلسات الملتقى الستة أهم المحاور في إدارة الأزمات ودار النقاش حول أهم الموضوعات والممارسات والتجارب السابقة في إدارة الأزمات مع مشاركة بعض التجارب الحية في إدارة العلاقات العامة للأزمات والكوارث الطبيعية وتناولت عددًا من النماذج والحالات الدراسية في إدارة الأزمات وقدمت توصيات لإدارات العلاقات العامة للرقي بها للمستوى المطلوب من الاحترافية.