من أهم التحديات الرئيسة في القرن الحادي والعشرين هو ضمان الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة وتعزيز التنمية المستدامة. إن افتقار البلد إلى البنية التحتية في إدارة النفايات يؤدي إلى مشكلة بيئية خطيرة ويتسبب في تهديدات للهواء والأرض والنباتات والحياة البرية والإنسان. إن إنقاذ بيئتنا بالإدارة السليمة أمر ضروري، حيث يمكن تحويل النفايات المختلفة القابلة للتحلل (النفايات الزراعية، النفايات الصلبة البلدية، نفايات الحيوانات، النفايات المنزلية ونفايات الأسواق وغيرها..) إلى مواد مفيدة عن طريق إعادة تدويرها في الزراعة.
الزراعة العضوية البيئية يتم من خللها تحويل جميع أنواع النفايات القابلة للتحلل عن طريق مرورها عبر القناة الهضمية لدودة الفيرمي (نوع من أنواع ديدان الرض شكل 1) لتقوم باستهلاك النفايات وإيداع الفضلات في عملية تسمى التسميد بديدان الرض (vermicomposting) (مما تساعد في إنتاج مزارع بالأسمدة الصديقة للبيئة وتساعد في تعزيز قطاع الزراعة نحو مستقبل أكثر خضرة.
أدى الاستخدام المكثف للأسمدة الكيميائية ومبيدات الآفات في الزراعة إلى مشكلات بيئية مثل بقايا مبيدات الآفات في السلع الغذائية وتراكمها في الشبكة الغذائية، حيث تزايدت خلال السنوات الأخيرة التكلفة الزراعية للمزارعين في استخدام الأسمدة والبيدات الكيميائية، وقتلت الكائنات الحية في التربة، ودمرت خصوبة التربة الطبيعية وأعاقت قوة المقاومة البيولوجية في المحاصيل مما جعلها أكثر عرضة للآفات والأمراض.
إن استخدام تكنولوجيا vermicompost في استبدال استخدام المدخلات الكيميائية بمدخلات عضوية مثل vermicompost حيث تعمل على تحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة وتحل محل المدخلات الكيميائية في إنتاجية المحاصيل وتقلل من التكلفة الاقتصادية، يُعَدُّ vermicompost ثروة في إنتاج أغذية آمنة خالية من الواد الكيميائية نوعًا وكمية، فالتسميد بديدان الرض هو تقنية إنتاج سماد باستخدام ديدان الرض لتحويل النفايات العضوية إلى سماد عالي الجودة يعزز من صحة التربة والنباتات بالمغذيات النباتية الأساسية ويسهم في تقليل التلوث البيئي واستدامة الزراعة.
يمتاز سماد دودة الرض بأنه غني بالدبال والعناصر الغذائية الأساسية والميكروبات الزراعية مثل البكتريا المثبتة للنيتروجين والفطريات ويحفز النشاط الميكروبي للتربة ويزيد من توافر الأوكسجين ويحافظ على درجة حرارة التربة الطبيعية ويزيد من مسامية التربة وله تأثير إيجابي على النمو الخضري وزيادة نمو المحاصيل والتقليل من أمراض النبات.
ومن منطلق مسؤوليتنا تجاة وطننا في بناء مستقبل بيئي واعد للأجيال القادمة تحقيقًا لرؤية الملكة 2030 فإن الزراعة العضوية تؤكد حمايتها للغذاء والنظم البيئية الزراعية والإنسانية وتحسين خصوبة التربة وتنمية مصادر الدخل للمزارعين في إيجاد منتج مستديم واقتصادي.
** **
- عبدالرحمن بن عبدالله المهاوش