د. صالح بكر الطيار
تنتشر من وقت إلى آخر فيديوهات لبعض السفهاء الذين -ومع كل أسف- يحملون هوية الوطن وهم يصورون -للأسف - أنفسهم بلباسنا الوطني كاملاً - وكأنه في مناسبة مهمة - داخل الوطن في مواقع تجارية أو ترفيهية وداخل وسائل المواصلات العامة في دول خارجية ويمارسون الغناء والسفه والسخرية بشكل معلن أمام العامة، الأمر الذي يسيء لسمعة الوطن بالخارج ويؤثر على الشكل العام للمواطن السعودي في الدول الأخرى.. ويجعل الآخر ينظر لنا كسعوديين نظرة استهجان وسخرية، ويعزز الصورة النمطية التي يروجها أعداء الوطن على الوطن والمواطن.
لذا فإن كل سعودي أو سعودية بمختلف أطيافهم وأعمارهم مسؤولون مسؤولية تامة عما يصدر منهم من أفعال، فكل واحد منهم يحمل جواز سفره وهويته التي توضح انتماءه لوطن كبير وهو المملكة العربية السعوية الذي تقف لها كل دول العالم وشعوبها احترامًا وتقديرًا نتيجة للتاريخ الطويل والعريق في خدمة قضايا العالم ووجودها في مصاف الدول الأكثر تأثيرًا في صناعة القرار السياسي والاقتصادي عالميًا.
وعندما يأتي أحد هؤلاء الجهلة والذين يبحثون عن الشهرة على حساب سمعة دينه وهويته ووطنه وشخصيته ليؤدي أدوارًا هزلية سيئة لإضحاك الآخرين بأسلوب كوميدي رخيص وترويجها عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الأمر يمثل خطرًا على اسم الوطن، وأساءة تشمل المواطن السعودي وسمعته في الخارج، خصوصًا أن هنالك العديد من الأطباء والمبتعثين والدبلوماسيين والخبراء والعاملين في الخارج، ووجود مثل هذه الحالات الشاذة تؤثر على السمعة والهوية والمكانة التي يفترض أن يتساعد كل من خرج من حدود الوطن على الحفاظ عليها والارتقاء باسم الوطن عاليًا شامخًا في سماء العالمية.
لذا يجب حصر ورصد مثل هذه المواد المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تنتشر كانتشار النار في الهشيم ورصد ما يدور فيها وتتبع وتعقب من قام بها والتحقيق معهم وإنزال العقوبة عليهم وفق القانون الذي يحاسب على مثل هذه السلوكيات المشينة التي تسيء إلى الشخص ودينه ووطنيته، مع أمنياتي أن يكون العقاب مشددًا وأن تكون الرقابة دقيقة في هذا الجانب حتى يتم ضبط كل متورط في ذلك ومحاسبته حتى يكون عبرة لغيره لمنع وجود مثل هذه السلوكيات الفردية الخاطئة والتي ستتسبب في تغيير الفكرة المميزة عن الشعب السعودي في الخارج، وأتمنى أن يكون هنالك توعية وتثقيف مكثف للتوعية بمخاطر هذه السلوكيات وتوضيح العقوبات التي تنتظر المتورطين فيها حماية لاسم الوطن وتاريخه ومكانه المرموق في كل المجالات وفي مختلف الأصعدة.