خالد بن حمد المالك
لقد طاف بي الخيال، وعادت الذكريات من جديد، أستعيد الخوالي من السنين، أتذكر الماضي الجميل، أقرأ هنا وهناك ما كان، وأفكر بما هو آت إن شاء الله، فإذا بي أمام صفحات خالدة، لا يطويها النسيان، راسخة في ذواكرنا، لا نفرط بها، ولا نقلل من أهميتها؛ فقد اقترنت بإطلالة أول مدرسة نظامية تم افتتاحها في مدينة الرس، سابقة في مولدها مدارس في مدن أكبر بكثير من الرس.
* *
كان وراء موافقة القيادة العليا جهد وعمل وسعي مشكور من رجل عملاق، ومواطن مخلص، وشخصية فذة، وعَلَم كبير، لن ننساه، هو والدنا الشيخ حمد بن منصور المالك، الرجل الذي طالب بافتتاح المدرسة السعودية، ونجح في تحقيق الأمل في زمن كان فيه التعليم مغيبًا أو غائبًا عن أذهان الكثيرين.
* *
واليوم، وبعد أكثر من سبعين عامًا على افتتاح المدرسة السعودية بالرس، يأتي تكريم الرجل الذي كان وراء هذا الإنجاز الكبير، بمخاطبته ولاة الأمر، ومتابعته مسيرة ومشوار افتتاحها، حتى تحقق ما أصبح جزءًا من تاريخ الرجل الكبير - رحمه الله -، وقصة تروى عنه، وحكاية يصعب أن يطويها النسيان.
* *
هذا العمل الجليل قدَّره مدير تعليم محافظة الرس الأستاذ سليمان الطعيس، ورئيس مركز جائزة التميز الدكتور فهد الخليف، وقبل هذين أمير منطقة القصيم الأكاديمي الدكتور سمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود؛ فكان أن أطلق على هذه الجائزة اسم الشيخ حمد المالك وفاء وتقديرًا وعرفانًا لدوره في افتتاح مدرسة الرس السعودية التي كانت - ولا تزال - مصدر تخريج لكثير من الكفاءات والقدرات وذوي التميز من أبناء محافظة الرس.
* *
إن الجائزة، برسالتها وأهدافها، والتخطيط الذي تم لها، سوف تكون محفزًا للمبدعين والمتميزين، وسوف تتطور سنة بعد أخرى؛ لتشمل فروعًا ومجالات أخرى، لإداريين وإداريات، قياديين وقياديات، وطلاب وطالبات، وفق ما يراه المعنيون والمخططون والمسؤولون عن هذه الجائزة في إدارة تعليم محافظة الرس، وسوف تكون أسرة المالك داعمة وملبية لكل ما يُطلب منها في سبيل تحقيق أهدافها.
* *
شكرًا للجميع على كل جهد بُذل، ولمن حضر المناسبة التي تم تنظيمها لإعلان إشهارها، وسنكون على الموعد - إن شاء الله - لتكريم مَن يستحق التكريم في المستقبل القريب برعاية سمو أمير المنطقة. مثمنين للقيادة العليا السامية اهتمامها بالتعليم، وحدبها على منسوبيه من كوادر تعليمية وإدارية (بنين وبنات)، ومن طلاب وطالبات؛ وهو ما مكَّن هذه البلاد من أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدُّم في كل مجالات وتخصصات التعليم.