عبد الله باخشوين
** لنترك (قضية.. القروش) التي أشارت لها أولا مهندسة الصواريخ مشاعل الشميمري.. وأكدت عليها العالمة وسيدة الأعمال غادة مطلق المطيري.. في حديثيهما لـ(بالمختصر).
نترك قضية (القروش) رغم أنها الحافز الأساسي لإطلاق القدرات والحث على التطوير والابتكار.. لتحقيق إنجازات واكتشافات وابتكارات علمية وهندسية وتقنية غير مسبوقة تسجل بأسماء من يصل إليها..
على القاعدة الصحيحة للانطلاق نحو الشهرة والمجد و(القروش).. أسوة بعباقرة (الكمبيوتر) وتقنياته الذين فتح إنجازهم آفاقاً إنسانية جديدة وضعتهم في أعلى سلم قائمة الأثرياء.. وفي السباق لتحقيق (إنجاز) شخصي هناك أعداد كبيرة جدًا من المتفوقين في مجالاتهم.. وأصحاب المواهب الاستثنائية
الذين تحتويهم جامعات أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها.. إضافة للشركات الكبرى مثل ناسا وصناعات
الأدوية والسلاح وغيرها.. ففي كل دول العالم المتقدمة كل (إنجاز) جديد في مجاله هو عائدات مالية.
و(قروش).. إما على شكل (بزنس) خاص أو كحوافز مجزية تقدمها مختبرات الجامعات والورش والمعامل الراعية التي تقوم بمهمة استثمارها عبر قنواتها الخاصة.
لكننا نترك هذا الجانب.. ونتوقف عند قضية أثارها حوار العالمة وسيدة الأعمال غادة مطلق المطيري لـ(بالمختصر).. وهي قضية تتعلق بلغة (الحوار).. فليس غريباً أن نسمع من يقول:
- لم أفهم شيئاً من شرح غادة المطيري لإنجازها!
لأن هذا يتعلق بـ(لغة تفكير) المتحدث.. أو كتابة الكاتب.. أو حتى عزف العازف.. والمحلل والناقد.. لذا علينا أن نتفق أولاً حول مفهوم (لغة التفكير) التي تواجهنا كإشكالية شبه دائمة في مواجهة المصطلحات
المبتكرة والجديدة علمياً وتقنياً وفي مختلف مجالات العلوم والمبتكرات الجديدة.. التي أصبحت تمثل ما يشبه التحدي للهيئات والمجمعات اللغوية ومدى سرعتها وإيجابيتها في تعريب هذه المصطلحات ووضعها في (أطر) تعممها ويتم تداولها بوضوح مقابل دلالاتها.. دون لبس أو تخمين.
ومن حديث (غادة المطيري) بدا جلياً.. أن (العالمة) تمتلك (لغة تفكير) إنجليزية.. وأن الكلمات تتدفق بسرعة منظمة عبر منطقها العلمي الذي تهضمه وتعرفه بدقة.. لا ترقى لمستواه (لغة تفكيرها) العربية التي لا تملك فيها (خزيناً) موازياً يساعدها على (الترجمة) الفورية. وهي مشكلة قديمة.. كانت (الثقافة العربية) تواجهها في (النقاش) المباشر مع عدد غير قليل من مثقفي دول (المغرب العربي) حين يصل الحوار إلى نقطة تدفق وحماس تسبق القدرة على ترجمتها فتجده (لا شعورياً) يتحدث بالفرنسية التي هي لغة ثقافته و(لغة تفكيره).
وفي الكتابة العربية تجلت هذه المشكلة عند معظم الذين كتبوا (قصيدة النثر) أما في الكتابة النثرية فتجدها في الأسلوب الذي كتب به المرحوم (جبرا إبراهيم جبرا) رواياته ولم ينج منها سوى رواية واحدة
هي (صيادون في شارع ضيق) لأنه كتبها باللغة الإنجليرية وترجمها للعربية محمد عصفور.. أما بقية أعماله فتحمل نفس أسلوب اللغة التي ترجم بها الأعمال التي نقلها للعربية.. هذا القول يمكن أن ينطبق على كل الأعمال الإبداعية الأولى التي كتبتها الروائية السعودية رجاء عالم.. وطبعا هناك عدد من الأسماء التي يمكن الإشارة إليها في مجال الأدب والنقد.
وبالعودة لغادة المطيري وقول البعض بعدم فهم ما طرحته من أفكار في حوار ياسر العمر الذي حاول أن يساهم في ترجمة بعض المصطلحات التي عجزت العالمة عن ترجمتها.. الأمر الذي يدفعنا للقول.. إن مثل هذا الحوار كان يجب أن يقتصر على الحديث عن تجربتها الحياتية.. وترك الحديث عن إنجازها العلمي ليدور باستضافتها على مدرج إحدى الجامعات المخصصة للتحدث عنه باللغة العلمية التي تجيد الحديث بها بعيدا عن لغة (القروش) ذات الجانب التجاري الذي له أهل اختصاص ولا يدور بالطريقة التي دار بها.