فهد بن جليد
حرب أسعار (مقاضي رمضان) بدأت مبكراً هذا الموسم, والتنافس فيها على أشُدّه لتقديم المنتجات الأشهر والأكثر رواجاً (كالفيمتو, المكرونة, الشوربة, الكريمة) بسعر أقل للفت انتباه الجمهور والمستهلكين على طريقة (رجل الديك تجيب الديك), فمن جذَبهُ رخص سعر منتج معين سيشتري حتماً ما بقي من أغراضه من ذات المكان, فثقافة الكسل والتكاسل تسود المَشهد, والتجار يستغلون الموقف.
الغريب أنَّ الأسعار المغرِية ما زالت تنطوي تحتها أقدم حيلة بترويج منتجات شارفت تواريخ صلاحيتها على الانتهاء وكأنَّ الزبون في كل مرة لا يتعظ, ولا أعرف هل أُصنِّف هذا تحت بند الغش والتدليس خصوصاً أنَّ بعض المنتجات تنتهي صلاحيتها خلال شهرين أو ثلاثة, وموقف البيع هنا غير واضح للزبون الذي قد يشتري كميات أكبر من احتياجه للشهر الفضيل, ويضطر لتخزينها كما هو الحال مع معظم الأسر, والأكثر إيلاماً هو عندما تُشَوِّه مثل هذه المنتجات والعروض جمال الصدقات والتكافل الاجتماعي, التي يساهم المحسنون في المجتمع بتأمينها لبعض الأسر المتعفِّفة أو المحتاجة, ليفاجئ هؤلاء بأنَّ تواريخ صلاحية بعض (أغراض رمضان) و(سلال رمضان) التي وصلتهم, شارفت على الانتهاء, قد أتفهم حدوث هذا في الحالات والاجتهادات الشخصية التي لا يملك فيها المحسن الخبرة الكافية لتفقد تواريخ المنتجات, أمَّا تعمُّد بعض الجمعيات تأمين منتجات تواريخ صلاحيتها أقل, والمبرِّر هو الحصول على سعر أفضل وكميات لأكبر عدد من الأسر على اعتبار أنَّها ستُستهلك خلال شهر رمضان -أمر غير مُبرَّر- وأتمنى ألا نشاهد أو نسمع عن مثل هذه القصص في بيوت المحتاجين والمتعفِّفين هذا العام, خصوصاً أنَّ كثيراً من المحسنين لم يعد يقتنع بفكرة شراء (بطاقة مسبقة الدفع) التي يتم فيها تحديد مبلغ محدَّد لتقدم للأسر, حتى تشتري بموجبها الأغراض التي تحتاج إليها بنفسها, خوفاً من استغلال مثل هذه البطاقات إمَّا ببيعها على بعض العُمَّال بسعر أقل أو شراء أغراض غير مفيدة.
في كل الأحوال أقترح أن يكون هناك ضابط واضح ومعلن يتفق عليه الجميع لوقت تحريم بيع المنتجات ذات تواريخ الصلاحية القريبة, تبعاً لصِنِّفها وكمياتها, خصوصاً عندما يكون البيع بالجملة لكميات يمكن أن يتم تخزينها واستخدامها بعد انتهاء تواريخ صلاحيتها, التمادي هنا لم يعد يخصُّ السوبر ماركت العادي في الشوارع, بل إنَّ بعض مراكز التسوق الكبيرة, تخصِّص رفوفاً ترويجية لمنتجات ذات تاريخ صلاحية قريب, الأمر الذي يحتاج لتوضيح وإيضاح أكثر من قبل الجهات الرقابية قبل أن (يَحمَى وطِّيس) مقاضي رمضان.
وعلى دروب الخير نلتقي.