عبد الله بن عبد المحسن الماضي
كيف يكون لي نعي معالي الفريق أول المستشار والوزير في الديوان الملكي: صالح بن طه الخصيفان.. العَلَم المحبوب والإنسان المذكور.. الذي فارق الحياة يوم الخميس 21-7-1440هـ (28-03-2019م).. رحمه الله رحمة واسعة.. إن التميز في السلوك الذي يحظى به الإنسان.. (أدباً، وخلقاً، وتواضعاً، وحلماً، وحكمةً)، وما يُساند ذلك من صقلٍ لمواهب، وتدريب واحتكاك، وتجارب، ومعرفة، وعقل راجح، وفكر نيّر، وسيرة حميدة.. تُعد من أكبر النعم التي يمنحها رب العباد لندرة من الرجال. وكثيرون يوظفون هذه المعطيات في مجال الشفاعات وأعمال الخير ومنفعة الآخرين دون اعتبارها تدخلاً خارقاً للأنظمة والقوانين. ومن هذا المنطلق أقول بلا تحفظ ويشاركني كثير ممن عرفوا الوزير المستشار: صالح بن طه الخصيفان، وما حباه الله بشموله لهذه الصفات حتى أصبح مضرب مثل ومصدر إعجاب لمن عرف أو سمع عنه، وقد أصابه قول الشاعر:
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي كنت سائله
إن تجربتي وتجربة غيري مع معاليه في حل كثير من القضايا -سواءً ما كان منها على الصعيد الرسمي أو الشخصي- لا تُحصى محاسنها، ولست بصدد ذكرها أو ذكر مواقف تخصني، وإنما هي قصص عشتها وتعايش معها الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لذكرها، ولعلي اكتفي بذكر ما قاله شيخنا شعراً في الأبيات التالية:
- خصيفانَ - عظيم الخُلُقِ (طه)
وحَقَّق من مآرِبهِ لشعبٍ
(أصَالِحُ) أنتَ في مَيْدانِ حَرْبٍ
بسيفٍ من سيوف الحَقِ سُلَّتْ
أطاحت كُلَ خوَّانٍ أثيمٍ
فَكَانَتْ حربَة شُحِذَتْ بِخُبْثٍ
أزَلَتْ لِمَن بَغَى وعَصَى مَرَاماً
فَكُنتَ (لفهدنا وَوَلي عَهْدٍ)
(ونائِفُ) في سياسته حَكيمٌ
ويختار الرجال على بَلاءٍ
لك الذكر الحميدُ لِكَلِ جيلٍ
فشكراً يا خصيفانُ ومدحٌ
مَديحٌ لا أريد به جَزَاء
ومِن قلْبي أسجّلُهَا صحيحاً
ثناءً مثلَ غيث بانْسِكابٍ
أهَنئُ خادم الحرمينَ فهْداً
و(نائفُنَا) له حمد وشكر
و(سلطانُ) بفضل الله ساير
وأشبالٌ مِنْ القاداتِ فينا
(أصالِحُ) يا (فَريقاً) (نَالَ مجداً)
وأصْبَحَ في البلاد لنا كوجهٍ
سلامي للأمير (أبي سُعُودٍ)
يُبَلّغُهُ لَهُ عَنَّا محبٌ
لِمُوطِنهِ بدأ سَعْياً وجَاهَا
بكَلِ مهمّةٍ كُبْرىَ رَجَاهَا
على يدكم - لقد دار - رحاهَا
بفكرٍ ثاقبٍ أحيا مُنَاهَا
أضَاعَتْ في ضلالَتها صِبَاهَا
كشفتَ لشعبكَ الغالي أذاهَا
فكانَتُ في مآربها رداهَا
يَداً - وَاللهِ - ما كَلَّتْ مُدَاهَا
بصير في القيادةِ لا يضاهى
وفي الأعمال يَعْرفُ ما مَدَاها
وأمتُنا بكم والشعب باهى
وتقديرً (بِشِعْر الحبّ) فَاهَا
سِوَى صدقٍ جهرتُ به شفاهَا
وقولُ الصّدقِ (يا طه) وراهَا
عَلَى رَوُضٍ وَوَاحاتٍ سَقاهَا
على عملٍ فريدٍ قَدْ غذاهَا
على عَمَلٍ لَدْولتنا حَمَاهَا
على هدف لَهُ حُمِدتْ خُطاهَا
إلى الغايات فازَت في سُراهَا
وَقَدْ نَجَحَ افتكاراً واتجاها
لِرفعتِهَا مَشَى يُعْلِى نِبَاهَا
لأشرف دَوْلةٍ يحمي حماهَا
(خُصَيفَانُ) (ربيب الوِدّ طه)
رحم الله ملوكنا وأمراءنا الذين رحلوا لرحمة الله، وأمد الله في عمر ملكنا ونصره وولي عهده ومتعهما بموفور الصحة والسلامة.. ورحم الله «أبو طه» الذي يطيب لي أن أذكره وأشكره وأترحم عليه.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. إنه سميع مجيب.