إن من سنن الله عز وجل أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئًا إلا عيش الحياة الآخرة.
والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحانًا وابتلاء على صبرهم، فهنيئًا للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أصابتهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
فإن الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، حيث انتقلت إلى رحمة الله هيا بنت عبدالرحمن بن صالح المرشد بتاريخ 23 - 6 - 1440هـ والداها من الأوفياء المخلصين للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والملك فيصل، توفيت عن عمر يناهز الثمانين عامًا بعد معاناة مع المرض، ولدت بالرياض عام 1355هـ وتوفيت بالرياض بتاريخ 23 - 6 - 1440هـ يوم الخميس وصلي عليها في جامع الملك خالد بعد صلاة العصر ودفنت بمقبرة عرقة.
كانت ذات أيادٍ بيضاء للصغير والكبير القريب والبعيد كانت محبة للأيتام والضعفاء والمساكين وكانت يدها تنفق ولا تعلم شمالها، لا تكره أحدًا وتحب الجميع وتتواصل مع أقاربها وجيرانها وتحسن إلى من أساء إليها.
وهي المرأة التي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي، فهي ليست إلا جهد المقل، عرفت دائما بأنها حكيمة كبيرة الهمة صريحة صدوقة.
نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة آل المرشد وأخص بالعزاء أبناءها الأستاذ سعود والأستاذ سعد والأستاذ عبدالله والأستاذ خالد والأستاذ هشام والأستاذ يعقوب والأستاذه الجوهرة والاستاذة منى وجميع أسر آل المرشد في الرياض وخارج الرياض رجالاً ونساءً وبالأخص ذويها وجميع محبيها وجيرانها، سائلين الله أن يلهمهم جميعًا الصبر والسلوان ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته وعوض الجميع خيرًا.. آمين وإنا الجميع على فراقك يا أم سعود لمحزونون.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان