سليمان الجعيلان
صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن يوم الثلاثاء الماضي استمع الجمهور الرياضي إلى تصريحين متناقضين والقضية، بل قل الضحية كالعادة هو فريق الهلال وذلك حين ظهر رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي عبدالإله مؤمنة متحدثاً لقناة العربية بأن (اللجنة اتخذت قرارات برمجة مباراتي الهلال والتعاون في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين ومسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان دون استشارة إدارتي الهلال والتعاون)، بينما المتحدث الإعلامي بنادي التعاون صرح لإذاعة UFM في نفس التوقيت قائلاً: (بعد تأهل فريق الهلال إلى نهائي البطولة العربية تمت استشارتنا ودرست الإدارة مع الجهاز الفني والإداري المواعيد المقترحة وكونه لا يوجد بديل مناسب غير هذا التوقيت المقترح وهو الوقت الأمثل والمتاح لفريق التعاون تمت المفاهمة والموافقة على هذا الموعد من قبلنا وأُعلن من قبل لجنة المسابقات..) ولا أعلم حقيقة ما هو موقف رئيس لجنة المسابقات بعد هذه القضية، بل قل هذه الفضيحة التي فجرها المتحدث الإعلامي بنادي التعاون ووضعت مصداقية رئيس لجنة المسابقات على المحك وأكدت دخول عدالة لجنة المسابقات في مرحلة الشك والسبب ببساطة لأن ما حدث من لجنة المسابقات في وضع فريق الهلال تحت ضغط المباريات وتداخل المسابقات تكرر ثلاث مرات في هذا الموسم فقط في تحدٍ وتعدٍ صريح وصارخ على مواد ولوائح النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم!!.
حيث إن المادة (3) في النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم التي تتحدث عن أهداف الاتحاد نصت على أن يعمل الاتحاد السعودي على تحقيق عدة أهداف محددة، وذكرت منها في الفقرة رقم (5) النص التالي (تنظيم مسابقات كرة القدم على المستوى المحلي وفقاً لمبادئ التنافس الشريف واللعب النظيف والروح الرياضية والقيم الإِنسانية) وفي الفقرة رقم (9) تحدثت بالنص أن من أهداف الاتحاد السعودي هو (الحد من كل الوسائل والممارسات التي قد تهدد نزاهة المباريات أو المسابقات أو تؤدي إلى الإساءة للعبة).
وهنا أسأل هل من عدالة المنافسات ونزاهة المسابقات التي نص عليها النظام الأساسي للاتحاد السعودي وتجاهلت تطبيقها لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي أن يُفرض على فريق الهلال أن يواجه فريق التعاون في الدور الأول من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان دون لاعبيه الدوليين وعددهم (7) عناصر محلية وأجنبية قد شاركوا في بطولة أمم آسيا الماضية بينما فريق التعاون ولا لاعب في المنتخب؟! وكذلك هل من عدالة المنافسات ونزاهة المسابقات أن تتم استشارة نادي التعاون عن برمجة مبارياته أمام فريق الهلال في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وكذلك مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، كما اعترف وأقر المتحدث الإعلامي بنادي التعاون بينما تم تجاهل إدارة الهلال في تصرف لا يمت للاحترافية بأي صلة وينم عن تفرقة واضحة في التعامل بين الأندية مارسته لجنة المسابقات دون أدنى حد للمسؤولية؟!
وأخيراً هل من عدالة المنافسات ونزاهة المسابقات أن يرتاح فريق التعاون لمدة (12) يومًا قبل مواجهتي فريق الهلال القادمتين والحاسمتين بينما فريق الهلال لعب خلال هذه المدة ثلاث مباريات خارج أرضه؟!..
على كل حال هذه الممارسات والتجاوزات الغريبة والمريبة والمتكررة والمتواصلة من لجنة المسابقات منذ بداية الموسم تجاه فريق الهلال تؤكد حقيقة واحدة وهي أن ما حدث وحصل من لجنة المسابقات من تحدٍ وتعدٍ على مواد النظام الأساسي للاتحاد السعودي وكذلك من وضع فريق الهلال تحت ضغط المباريات وتداخل المسابقات لا يمكن أن يكون سوء برمجة أو خطأ لجنة لذلك وأمام هذه الممارسات والتصرفات غير البريئة للجنة المسابقات مع الهلال بات على إدارة نادي الهلال أن تعيد الحسابات في تحديد أولويات البطولات لتدارك ما يمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يدفع فريق الهلال الثمن غالياً كما دفعه في نهائي الشيخ زايد بالبطولة العربية عندما تخلى الاتحاد السعودي عن دعم ممثل الوطن وهو نادي الهلال وتجاهل بأن فريق الهلال سيدخل هذا النهائي العربي وهو يحمل اسم الهلال السعودي!!.