فهد بن جليد
أجدُ نفسي مَيَّالاً لكل مبادرة أو حملة تهدف لإعطاء كبار السن مكانتهم اللائقة، وحقوقهم المكفولة ديناً ونظاماً وعُرفاً، لذا من الواجب الإشادة بمُبادرة «الأولوية.. لهم»، التي أطلقتها مؤخراً وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالرياض، واستهدفت التعريف بحقوق «كبار السن، ذوي الإعاقة، المرأة الحامل والأطفال»، ومنحهم هذه الحقوق بشكل عملي وفوري، من خلال حملة «أنت أولى.. راحتك حق علينا» وهو الشعار الذي يمنح هذه الفئة حقها في استخدام المقاعد، وتخفيف الإجراءات لرفع المشقة عنهم، ومنحهم الأولوية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومستشفى الملك سعود، وبعض المجمعات التجارية، وأرجو أن تستمر هذه الرسائل الجميلة والأنيقة حتى تصبح عادة حسنة يتعود عليها الجميع، لتقضي على بعض الممارسات الخاطئة والتصرفات الحمقاء من بعض الفضوليين وغير المُبالين ممن لا يمنحون أصحاب هذه الفئات حقوقهم كالأولوية في الجلوس أو العبور.
للنظام والعقوبة دور مهم ومُفيد للحد من هذه التصرفات النزقة غير الرحيمة وغير المسؤولة، إلا أن إطلاق مثل هذه المبادرة سيكون له أثر أكبر وأقوى عندما يعلم المستهترون أنَّ المجتمع برمَّته يعترف بحقوق هذه الفئات، ويمنحها الأولوية التي تستحقها وتحتاجها، وأنَّ أي تصرف مُخالف هو تصرف خاطئ في هذا الجانب لن يكون مقبولاً من المجتمع الذي سينبذ صاحبه، وفي هذا دلالة على أن سلطة المجتمع أقوى في مثل هذه المواقف من سلطة وعقاب القانون التي قد يتحايل عليها المتحايلون.
علينا الاعتراف أنَّنا نعاني من سلبية في هذا الجانب تحديداً، فعندما نرى أحدهم يتعدى على حق معاق أو طفل أو كبير سن، فالغالب أنَّ معظمنا ينأى بنفسه عن الموقف ويحاول تجاهله، بينما الواجب أن نتخلص من هذه السلبية، ونتفاعل مع الموقف بما يجب لناحية رفض هذه التصرفات الحمقاء، والتذكير بحقوق هؤلاء، خصوصاً عندما يجلس أحدهم على الكراسي المُخصص لهم في صالات المطارات أو الباصات أو أماكن الانتظار، أو يقف بسيارته في موقف مُعاق، فلماذا نتجاهل الأمر، بدلاً من التواصي على الخير، ولعلَّ مثل هذه المبادرة تكون مدخلاً للحديث والتذكير بحقوق هذه الفئات العزيزة.
وعلى دروب الخير نلتقي.